Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

"أبو عنتر" يفوز في الانتخابات!َ

A A
شهد العالم كله مسرحية هزلية بطلها: بشار الأسد في الأسبوع الماضي عنوانها "سورية تنتخب"، وكانت نتائجها محسومة قبل بدايتها كما يعلم الجميع، وكان لجهات خارجية كثيرة رأي واضح في هذه الانتخابات المزعومة، دون أن يكون لها أي خصومة سابقة مع نظام بشار، فقد صرح المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، جوزيب بوريل بأن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية، ووصفت جهات أخرى الانتخابات بأنها "مهزلة"، ومع ذلك صرح الرئيس السوري الأبدي بأن آراء الأوروبيين وسواهم لا تساوي صفراً بالنسبة له.

وكما كان متوقعاً تماماً، أو ربما فاق التوقعات، أعلن رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ فوز بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية السورية لعام 2021 بحصوله على الغالبية المطلقة من أصوات الناخبين بنسبة 95.1 بالمائة من عدد الأصوات حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية، وقال صباغ في مؤتمر صحفي إن نتيجة الانتخابات السورية 2021 أسفرت عن فوز بشار الأسد بعد حصوله على 13 مليوناً و 540 ألفاً و 860 صوتاً مضيفاً أن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بلغ أكثر من 14 مليون مقترع. ولا نعرف كيف تنطلي مثل هذه الأكاذيب على السوريين الذين يتسمون بالرشد والعقلانية، وهي لا تنطلي على طفل صغير لم يبلغ سن الرشد؟ فملعوم أن عدد سكان سورية مجتمعين: 17.07 مليون نسمة، واللاجئون السوريون المسجلون في دول الجوار والعالم خصوصاً الأردن ولبنان وتركيا والعراق وألمانيا، يتراوح عددهم بين ثمانية ملايين وعشرة ملايين لاجئ وهم جميعاً ضد نظام الأسد ويعيشون معظمهم في مخيمات ليس لها اتصال بالعالم الخارجي ولا علاقة لهم بالانتخابات أو غيرها. فإن أخرجنا هذا العدد من عدد السوريين يتبقى أقل من عشرة ملايين نسمة، وإن احتسب عدد السوريين الذين يعيشون في مناطق غير خاضعة لحكومة بشار، سنجد أنهم يبلغون خمسة ملايين نسمة على الأقل وهم منتشرون في مناطق تسيطر عليها المعارضة أو تركيا أو الأكراد وسواهم، ومعنى ذلك أن من يعيشون في مناطق سيطرة النظام لا يتجاوزون خمسة ملايين، وهؤلاء يضمون فئات كثيرة لا يحق لها الانتخاب من صغار السن وسواهم، فكيف صوّت أكثر من أربعة عشر مليون ناخب من أصل ثلاثة ملايين سوري أو أقل؟ أمر يدع الحليم حيران، ويدفع على التساؤل: أليس فيهم رجل رشيد؟ وبدل أن يستحيوا ويندبوا حظهم أو يسكتوا على الأقل، تجد بعضهم يقيم الأفراح والليالي الملاح لبقاء جزار السوريين في السلطة لسبع سنوات أخرى ليتم ثمانية وعشرين عاماً في الحكم وليبقى فيها للأبد كأبيه الذي كنا نرى لافتات في كل أنحاء سورية تصفه بأنه: رئيسنا للأبد "الأمين" حافظ الأسد.

هذه المسرحية الهزلية ذكّرتنا بمشهد كوميدي للفنان السوري الضاحك ناجي جبر "أبو عنتر" يكون فيها زعيماً للمجرمين والقتلة في السجن، ويجري انتخابات بوضع أوراق اقتراع في "تنكة" هي صندوق الانتخاب، وهذه "التنكة" ليس لها قاع، فكلما وضع أحد السجناء ورقة فيها، رفعها ليرى ما كتبه، وإن صوّت لغيره انهال عليه ضرباً وسباً، ووجوه الشبه بين بشار وأبو عنتر كثيرة: البلطجة والسفه، وشعار بشار هو نفس شعار أبو عنتر في الوشم الذي على يده: عَظْمتان وجمجمة وكلمة "باطل".

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store