Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

ارحموا «حماة النيل» من تسالي الليل!

إضاءة

A A
فيما كان «حماة النيل» يختتمون مناوراتهم التي شملت وحدات برية وجوية وبحرية، بعد أن أثبتت، جاهزيتهم التامة، فضلاً عن إظهار العلاقات الأمنية العميقة بين مصر والسودان، خرج وزير الري السوداني ياسر عباس، ليؤكد أن «فوائد سد النهضة كبيرة جداً للسودان وأكبر من سلبياته بشرط الوصول إلى اتفاق قبل الملء الأول والتشغيل».

في نفس الأسبوع تقريباً كان وزير الري المصري محمد عبد العاطي، يذكر بأن مصر أرسلت للبنك الدولي مقترحاً لعمل دراسات لبناء سد إثيوبي على النيل الأزرق عام 2008 ويشكك في قدرة إثيوبيا على توليد الكهرباء في أغسطس المقبل، مؤكداً أن توربينات السد الإثيوبي غير جاهزة للتشغيل حتى الآن!.

هكذا شاء الوزيران أن يعكسا أو يؤكدا للعالم، أن مشكلة السد في شقها السوداني قانونية محضة، حيث الفوائد الجمة للسد! وأنها تقنية على الجانب المصري، حيث أن توربينات التشغيل غير جاهزة حتى الآن!.

قبلها بأسابيع كان مسؤول سوداني يتحدث أيضاً من زاوية قانونية، قائلاً إنه يمكن مقاضاة الشرطة الإيطالية المنفذة، لأن الأرض التي بني عليها السد كانت غير صالحة،

وكان خبير مصري مهتم بشؤون النيل يقول مبشرا إن الأثيوبيين عجزوا عن إكمال بناء القطاع الأوسط من السد!

والحق عندي أن مثل هذا الكلام، على وجاهته، أو فنيته، أومدى قانونيته ليس مجاله الآن، وأن السكوت عن ترديده كان الأفضل من التصريح به!.

لقد أعادتني مثل هذه التصريحات الوديعة والطيبة، الى تصريحات مماثلة صدرت عند الملء الأول، ووصلت الى حد الترحيب به، باعتباره يصب في قناة الصداقة والود والحب!

شيئاً فشيئاً دخلنا أو أدخلنا أنفسنا في أجواء الملء الثاني، حيث اختلفنا.. هل يكون باتفاق أم بغير اتفاق؟ في يوليو أم في أغسطس؟ والحق عندي وعند كثيرين أنه لا فرق! المهم أنك من حيث المبدأ وافقت!.

فلما استيقظت مصر مستنفرة كل قواها العسكرية والسياسية والفنية، مرددة عبارات قوية من قبيل أهمية الحياة، وضرورة الحفاظ على الأمن القومي، ومستقبل الأجيال، كانت هناك وما تزال أصوات سودانية مهمة ومعتبرة تتحدث عن الفوائد الكبيرة المرتبطة فقط بالإطار القانوني!

أريد أن أقول، إن مصر والسودان في حالة دفاع عن النفس، إن لم تكن حرب! ولأنهما في حالة حرب، ينبغي أن يضبط المسؤولون تصريحاتهم، سواء من ناحية التوقيت أو من ناحية الإحباط! ينطبق ذلك على المسؤولين الحاليين والسابقين الذين يحلو لهم الكلام لسد الفراغ.. فراغ وقتهم في الليل، لا فراغ النيل!.

من لطف الله بالبلدين «دولتي المصب» أن حماة النيل على جميع الأصعدة موجودون وجاهزون لأي عبث يطال مستقبل الأجيال، ولأن ذلك كذلك، فليشغل الآخرون أنفسهم بشيء مفيد، أو ليدققوا جيداً فيما يقال، وفيما لا يقال!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store