Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

عموم مكبرات الصوت والأصوات المزعجة

A A
مكبرات الصوت مهما كان موضعها أو غرض استخدامها فهي حقيقة معاناة لا تنتهي سواء في حفلات عقد القران أو حفلات الزفاف، وكم انزعجنا منها سواء أناشيد وأهازيج من جسيس أو طرب كلها أسوأ من بعض وأسوأ ما تكون عندما تكون بالقرب منها، عموماً هم لم يتعدوا على أحد هي في مكانها ولكنها مزعجة للمعازيم، أو إذا كانت في البيوت التي يقيمون فيها حفلات عائلية فكم هي مزعجة للجيران، ولا أعلم لمن يلجأ المتضرر لأنه تمر بي تجربة من حين لآخر من قبل جار لنا فكل مدة يقيم حفلة في حديقة منزله ولا يبالي بأحد واتصلت مرتين بـ 911 وسجلوا الشكوى ولكن عندما تتصل بي الدورية يطلبون مني الطلب من الجار أن يقابلهم خارج البيت لأنه ليس لديهم الصلاحية في دق الباب عليه ويعتذرون ويغلقون الشكوى وأعرف عدداً من الأشخاص لديهم نفس الشكوى من جيران لهم.. فواعجباً هل المواطن مطالب بتطبيق لائحة الذوق العام على هؤلاء المخالفين لها؟!، أم لا بد من وجود آلية لتطبيقها بحذافيرها على هؤلاء؟.. فكثير من المخالفات لم تفعّل بحقها اللائحة ومنها رمي النفايات من السيارات وفي الطرقات ولبس ما لا يليق من الملابس ومنها الشورتات في الأماكن العامة والأسواق، وإن كانت النساء بعباءة ولكن بعضهن تكون عباءاتهن مفتوحة، أو رفع الأصوات في السيارات فهي غير مقبولة.

عموما تنتهي حرية الشخص عندما تبدأ حرية الآخرين والحرية مكفولة بمحيطك المكاني بما فيه فضاء منزلك وفضاء محيطك الذي أنت فيه على أن لا تتعداها بصوت أو غيره أو يتعدى عليك أحد في محيطك.

ويشمل ذلك الأماكن العامة سواء شوارع أو طرقات أو حدائق عامة وينطبق ذلك على أبواق السيارات وأصوات ما يسمى «بشكماناتها وأسوأها التي تركب لتعلية الصوت وإصدار أصوات عالية جداً» ولا أنسى بعض السيارات الرسمية كسيارات المرور التي يسيء البعض استخدام أبواقها وهي مزعجة جداً ومفجعة لأن بعضهم وهو في إشارة المرور يستخدمها بدون ضرورة ويا ليت تبدل خاصة أنها مجهزة بأجهزة الإنذار صوتاً وإنارة التي تستخدم لإفساح الطريق لها في حالة أداء المهام العاجلة.

وهناك أماكن هي أساساً وجدت للصخب والصوت العالي مثل المسارح وبعض المنتجعات وللكل الخيار في ارتيادها من عدمه ولا غاصب لأحد عليها وأيضاً بعض المطاعم على شرط الإعلان عن ذلك وأنها موجودة أما أن يكون الأمر بشكل مفاجئ فغير مقبول.

وعليه إذا ما وجد كل شيء في مكانه الخاص فكل إنسان يعرف مقصده فيتجه إليه أما أن يرغم الآخرين على كل شيء فهذا مرفوض وإرغامهم يكون بالتعدي على محيط حرياتهم سواء الخاص أو ما هو فيه شركاء مع غيرهم.

ولا يفوتني أن أذكر أسوأ ما يمكن من مكبرات الصوت بالموسيقى أو بغيرها ما كان في الفنادق المجاورة للحرمين الشريفين وكم انتقدت إقامة حفلات الزفاف فيها وخاصة أن البعض حسب ما أعرف من زمن، المؤذن يؤذن والموسيقي لا تتوقف فهذا غاية السفه.

وأطالب بأن أي منتجعات أو مقاهٍ أو قاعات احتفالات أن لا يكون منها شيء بجوار المنازل والسكن وما كان منها فعليهم أن يقصروا الأصوات بحيث لا تتعدى حدود داخل الصالات وتفرض عقوبة على من يتعدى على راحة الآخرين في مساكنهم.. أكرر الكل حريته مكفولة له بما لا يتعدى على حرية الآخرين والحرية المطلقة هي الجنون بعينه.

وأنا أكتب المقال سرني وبقوة الإعلان رسمياً الأسبوع الماضي عن بدء تطبيق اللائحة التنفيذية لـ «الضوضاء» بما فيها الأصوات المزعجة وغير المرغوب فيها حيث تهدف إلى الرصد والتقييم الدوري لمستويات الضوضاء في المملكة الحبيبة.

رسالة:

البيوت أماكن للستر والراحة وبها وفيها يكون ما ليس في غيرها ومساحة بيتك المكانية والفضائية محدودة فلك فيها ما تشاء وأن لا تتعدى على مساحة الآخرين بل داخل البيت ومع الأهل لكل مكان وموضع في البيت ما كان له فلا يمكن التجاوز فيه بما ليس له ولا التعدي عليه فالمطبخ للطهي والأكل ودورة المياه لقضاء الحاجة وغرف النوم للنوم وغرف وصالات الجلوس للجلوس، هذا فيما تملك فكيف بالتعدي على ما لا تملك. حتى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بأن يكون هناك مكان خاص بالصلاة بالمنازل والبيوت.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store