Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ميكروفونات المساجد.. رأي آخر!!

A A
جلسْتُ أتأمّلُ شأْنَنَا بعد حجْب صوت ميكروفونات المساجد عن خارجها باستثناء صوت الأذان والإقامة، وأليس التأمّل مشروعاً في مثل هذه الشئون المهمّة والمثيرة للجدل؟.

أنا أعتقد -وهذا رأي خاص بي- أنّ وزارة الأوقاف لم تكن لِتَضْطرّ لهذا الحجْب لو التزم المشرفون على المساجد بأمريْن، وَلَاسْتَمَرّ شأنُنَا بلا حجْب على الإطلاق.

الأمر الأول هو التدخّل والتحكّم بدرجة صوت الميكروفونات لا سيّما وأنّ درجته هي اختيارية، بمعنى أنّ كلّ ميكروفون مُصَنّع بمؤشِّر من ١ إلى ١٠ لدرجة الصوت، وكان جُلّ المشرفين يُصِرُّون -مثلاً- على درجة صوت ١٠ أو ٩ أو ٨ وليس ٥ فما دون ممّا تقلّ معه احتمالية إزعاج جيران المساجد ويجعل الصوت سابحاً في فضاء الحدّ المقبول، مثله مثل أيّ صوت مصدره الطرقات كصوت السيّارات السائرة وغيرها!.

والأمر الثاني هو تأهيل واختيار وتعيين أئمّة ومؤذّنين ذوي أصوات نديّة تجذب ولا تُنفِّر حتّى لو ارتفع صوت الميكروفونات قليلاً، ويكونون عالمين بالسُنّة النبوية الشريفة فيما يخصّ التعامل الحسن مع جيران المساجد، وتجنيبهم أيّ أضرار تمسّ عادةً من يجاور كلّ مرفق عام، لكن للأسف هناك أئمّة ومؤذّنون من السعوديين وغير السعوديين ممّن يفتقرون لذلك رغم أنّهم يستلمون رواتب شهرية، وبعضهم يظلُّون في وظائفهم بالمساجد طيلة عقود حتّى كادوا يُورِّثُونها لأبنائهم!.

وهنا أقترح تدوير وظائف الأئمّة والمؤذّنين بعد مرور فترة محدودة على تعيينهم كأربع سنوات مثلاً، ولا يستمرّ إلّا الأفضل حسب تقييم الوزارة وإشرافها ومراقبتها المستمرّة لأدائهم، فوظائفهم تُعتبر من أهمّ الوظائف في المجتمع لأنّها متعلّقة بعمود الدين الذي هو الصلاة، وببيوت الله عزّ وجلّ وارتباطها بما حولها!.

وهناك أمر ثالث يخفى على الكثيرين، وهو يخصّ المساكن وتحسين طرق بنائها وحمايتها بمواد عازلة للصوت الخارجي، تلافياً لأيّ إزعاج خارجي، ولو سعيْنا بالالتزام بهذه الأمور لربّما استمرّت أصوات التلاوات الجميلة للقرآن الكريم تعرج في فضائنا الوسيع، وتجعل لنا خصوصية وبركة دون العالمين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store