Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

من صنع هؤلاء؟

A A
تعاني بعض المجتمعات اليوم من ظاهرة أصبحت تدعو للقلق وهي صناعة شيء من لا شيء، فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعية والتطبيقات المختلفة في فتح الباب على مصراعيه لكل صاحب محتوى وإن كان غريباً أو يمس الذوق العام أو يسيء إلى ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ولا يمت إلى مجتمعنا وثقافتنا بصلة، وكثيراً ما يتكرر السؤال عند مشاهدة أفعال هؤلاء، وهو: مَن صنع هؤلاء؟!.

الجواب ببساطة هو نحن. نحن من صنع الكثير منهم من خلال متابعتهم في وسائل التواصل الاجتماعية ورفع أعداد المتابعين لهم وترويج مقاطعهم عبر إعادة إرسال ونقل رسائلهم وأخبارهم وما يقدمونه من محتوى في وسائل التواصل الاجتماعية والتطبيقات المختلفة، فبعضنا لم يساهم فقط في جعلهم مشاهير بل وجعلهم أيضاً أثرياء،

إذ يجني بعض هؤلاء أرباحاً طائلة من خلال ما يقدمونه من دعايات لمنتجات أو خدمات مختلفة.

مما ساهم في وجود بعض هؤلاء أيضاً هم بعض الوكالات الإعلانية والدعائية والتي تعمل على صناعة أمثالهم ودعمهم وتطويرهم لكسب الشهرة وجني الأموال من خلالهم عبر إدارة حساباتهم وتوجيههم وتلميعهم لتقديم كل ماهو مثير للجدل وجريء بهدف جذب المزيد من المتابعين لارتباط تلك الأعداد بالمكاسب المادية التي يمكن أن تجنيها بعض تلك الوكالات والتي تتمسك بمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)، فإن كانت الغاية هي جني الأموال وتحقيق الأرباح وكسب مئات الآلاف من المتابعين، فلا مانع أن تكون الوسيلة تقديم محتوى لا قيمة ولا فائدة منه!!.

كما ساهمت التقنية وخصوصاً التصوير الذي أصبح متاحاً للجميع عبر أجهزة الجوال بما فيها (السلفي) في صناعة هؤلاء، فالبعض يصور تحركاته طوال اليوم والبعض يسعى لتصوير ما يأكل وما يشرب وما يلبس وما يشتري وجميع خصوصياته، وهكذا يواصل البعض تقديم كل ما هو تافه وسخيف ولا قيمة له ويجد الدعم لتلك المقاطع من قبل بعضنا ليساهم في صناعته.

ليست المشكلة فقط في أننا نساهم في صناعة هؤلاء بل المشكلة الأكبر في أن ينشأ الجيل الحالي ليرى أن بعضنا يساهم في صناعة أمثال هؤلاء فيعتقد أنهم قدوة ويتابعهم ويسعى لتقليدهم ليكونوا مَثَله!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store