Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رفقاً بنا يا صيفنا العزيز!!

A A
صيفنا هذه السنة.. غير، وقد أبرز لنا ملامح وجهه القاسي بأن تجاوزت حرارته النهارية خارج المساكن ٥٠ درجة مئوية، في الضُحى والظهيرة، في جُلِّ مدننا الساحلية والداخلية، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، بل وحتّى في الظلّ الظليل قد تجاوزت درجة حرارته ٤٠ درجة مئوية، درجة تنطح أختها الدرجة!.

أمّا داخل المساكن فتُصارع المُكيِّفات المسكينة صيفنا الساخن، مُنفردةً على حلبة بلا صاحب ولا نصير، وهي في الغالب تخسر الصراع وتعطب، وهذه مصائب لأصحاب المساكن، فلا مجال لاستمرارية الحياة الهانئة وراحة البال بدون مُكيِّفات، وهنا ستكون المصائب عند قومٍ فوائدُ لقوم آخرين هم وكالات المُكيِّفات وأصحاب الورش الأجانب، والصيف هو موسمهم الناجح الذي يستغلّونه أحسن استغلال لرفع أسعار الصيانة وموادها، وهو صهوة الحصان الرابح الذي يمتطونه كلّ عام، ويدرّ عليهم الكثير من المال على حساب المُستهلِكين الغلابة!.

وفي الصيف ترتفع قيمة فواتير الكهرباء بنسبة ارتفاع عن الشتاء قد تتجاوز المئة بالمئة، وإن كانت فواتير الكهرباء تُنْهِك المُستهلِكين في الشتاء فما بالكم في الصيف؟ إنّها في الشتاء تُنهكهم بالنقاط، أمّا في الصيف فبالضربة القاضية التي يصعب الفواق منها، وتستهلك جزءً كبيراً من الراتب الشهري الذي يستسلم لها بلا حول ولا قوة!.

وفي صيفنا يهجر النّاس التعرّض للشمس الحارّة، بعد أن انقلب نهارهم لليل وليلهم لنهار، وفي الغالب ينقص مخزون أجسادهم من فيتامين د، فتفرح المختبرات الطبية بذلك لغلاء فحوصات هذا الفيتامين، ومعها تفرح الصيدليات التجارية لغلاء كبسولاته وحُقَنِه!.

وفي المحصّلة تحصل القطيعة بين الناس وبين الشمس في الصيف، ذلك النجم السماوي المُسخّر للعالمين، وتغنّى به الشعراء، فقال عنه الصعايدة:

طِلْعِت يا مَحْلَى نُورْهِا.. شمس الشمّوسِة

يلّلا بِنَا نِمْلَا ونِحْلِب لبن الجاموسِة

لبن إيه؟ وجاموسة إيه؟ إنّه صيف قائظ بلا مثيل، فرفقاً بنا يا صيفنا العزيز!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store