Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

دار لتسويق الكتاب السعودي

A A
* عانى المؤلف السعودي، فيما مضى، وما يزال يعاني من تسويق مؤلفاته لعدم وجود دور متخصصة في ذلك، وإن وجد شيء منها فهي قلة وغير متخصصة، وهي عبارة عن مكتبات تُعنى بأجهزة وقرطاسية المكاتب في الإدارات الحكومية والخاصة وعانت من هذه المشكلة أيضًا الأندية الأدبية، حيث تكدست مطبوعاتها دون أن تجد مكتبات خاصة تتولى توزيعها، وقد ناقشت الأندية الأدبية خلال اجتماعاتها السنوية هذه المشكلة رغبة في إيجاد حل لها إلا أنها لم تصل إلى نتيجة تحمد.

* وأذكر أنني بصفتي واحدًا من المؤلفين السعوديين، عندما صدرت الطبعة الأولى من كتابي (من أدباء الطائف المعاصرين عام 1410هـ) حاولت أن أجد من المكتبات الموجودة على مستوى المملكة من تتولى توزيعه، وبعد جهد جهيد، اتفقت مع إحدى المكتبات المشهورة بالمملكة غير المتخصصة بالتوزيع بموجب عقد بيني وبينها شعرت في النهاية أنني الطرف الخاسر فيه لكنني قبلت ذلك رغبة في توزيع الكتاب دون أن يظل حبيس الأدراج زادًا لآفات الكتب المشهورة!

* وبعد مضي أكثر من عام على توزيع الكتاب، فاجأتني المكتبة بكشف حساب يتضمن ما تبقى لي من قيمة النسخ المباعة وهو مبلغ أزهد من زهيد، والنصيب الوافر كان من نصيبها، ورغم عدم قناعتي بما احتواه كشف الحساب إلا أنني رضيت بالواقع تضحية في توزيع الكتاب.

* وظل هاجس توزيع الكتاب السعودي في الداخل والخارج على مستوى الأندية الأدبية والمؤلفين، يتصدر المناقشات الثقافية في اجتماعات الأندية الأدبية رغبة في إيجاد الحلول الكفيلة بتوزيعه، للتعريف بالنهضة الأدبية والثقافية التي عاشتها وتعيشها بلادنا تأليفًا وثقافة ونشرًا إلا أنه ظل حلمًا يراود الأندية والمؤلفين والناشرين حتى الآن.

* ومع النهضة المطردة التي عاشتها وتعيشها بلادنا على كافة الأصعدة في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان عراب رؤية المملكة (2030) والتي كان من ثمارها فصل الثقافة في وزارة مستقلة عن وزارة الإعلام تتولى كل ما له صلة بالثقافة وشؤونها، وكان لهذا القرار صداه الواسع وثماره اليانعة على المستوى المحلي والخارجي.

* ومن ثمار وإنجازات هذه الوزارة الفتية العديدة والتي أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الخبر التالي والذي تناقلته الصحف المحلية والمتضمن (إعلان هيئة الأدب والنشر والترجمة إطلاق دار النشر السعودية، وهي مملوكة للهيئة، وتتمتع باستقلالية اعتبارية ومالية ونظام حوكمة مستقل، وتهدف إلى دعم صناعة النشر في المملكة والإسهام في تطويرها وإثراء المشهد الثقافي بالأعمال النوعية ذات الأثر المستدام، ودعم الناشرين والممارسين والهيئات الثقافية والجهات ذات العلاقة في قطاع النشر، بالإضافة إلى تسويق الكتاب السعودي وتوزيعه محليًا وعالميًا).. الخ المهمات والتخصصات التي تحقق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة في المملكة بشكل عام.

* خاتمة: إن حلم توزيع الكتاب السعودي مطلب ظل هاجس المثقف والمؤلف والناشر، والأندية الأدبية، منذ زمن طويل، وما نراه اليوم قد تحقق بفضل الله ثم بجهود وإنجازات وزارة الثقافة في عهدها الجديد، ممثلة في همة ومتابعة وزيرها النشيط الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود ورجال وزارته المخلصين، من خلال إطلاقهم (دار النشر السعودية لتسويق الكتاب السعودي) والتي ستأتي أكلها بإذن الله وتحقق أهدافها ومراميها في خدمة الأدب والثقافة والنشر والتأليف بصفة عامة، وتسهم إسهامًا فاعلًا في النهضة الأدبية الثقافية ببلادنا بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store