Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

دعوهم يموتون في مدينة الحبيب

A A
قال الصادق المصدوق النبي البشير صلى الله عليه وسلم (مَن استَطاع أن يَموتَ بالمدينةِ، فَلْيَمُتْ بها فإنِّي أشفَعُ لِمَن يموتُ بها) حديث صحيح.. فيفهم من الحديث الحث على البقاء فيها ولا يَخرُجَ منها حتَّى يُوفِيَ أجلَه فيها.

وبطبيعة الحال ومن سنة الله عز في علاه وتقديره أن الإنسان يبدأ العد التنازلي لعمره منذ الولادة وكلما تقدم به العمر سواءً طال أو قصر أقترب من ساعة الأجل، ولا أقول قولي هذا إحباط للهمم وعدم عمارة الأرض فنحن مأمورون بعمارتها، حتى أن الحبيب صلى الله وعليه وسلم قال (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) لذا نعد العدة لما بعد الموت على أن لا نعيش أمواتًا.

وأعود لبيت القصيد من مقالي متجردًا من كل عاطفة محكمًا العقل فكم أحزنني موت بعض أهالي المدينة خارجها بعد أن كانت إقامتهم فيها طويلا متمنين الموت فيها ولكن بسبب عاطفة الأبناء الجياشة والأمل منهم حول أبويهم أو أحدهما كانت سببًا في موتهم خارجها، وهذا يحدث عندما يبلغ أحد الآباء أو كلاهما من الكبر عمرًا ويصابون بأمراض يطمع الأبناء في علاجهم خارج المدينة الحبيبة أو من ابتلي صغير السن بمرض عضال لا يرجى برؤه منه ويدرك الموت الأب أو الأم أو المبتلى في غيرها ومن ثم ينقلون للدفن في الحبيبة في بقيع الغرقد، جعله الله المدفن بعد حسن ختام في الحبيبة بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم.

وإذا ما أيقنا أن الموت ليس نهاية بل بداية لحياة البرزخ ومن ثم الحياة الأبدية والمصير الأبدي بعد البعث والحساب لقاء المحبين ممن رضي الله عنهم في جنة الخلد فذاك يُهون أمر الفراق في دنيا فانية ليس فيها ولا لها أمان وأفضل لقاء وأسمى لقاء وأشرف لقاء، لقاء النبي المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم.. اللهم جاورنا به صلوات ربي وسلامه عليه حيين، ميتين، مبعوثين، وفي عليين، وفي كل يوم مزيد لوجهك الكريم ناظرين بوجوه نضرة لربها ناظرة.

لذا أدعو أحبتي وأهلي ومحبي المدينة والمقيم فيها المتمنين الموت فيها والفوز بفضله عدا عن فضل الدفن في بقيعها وما أكثره أن نحسن تقدير الأمور لأنفسنا ولآبائنا وذوينا وأهلينا وما كان بغير أيدينا نتركه لله وأن لا نغلب العاطفة على الخير الذي نرجوه ونتوخاه من المولى عز وجل، وليس في ما أقول قسوة بل هي الرحمة المتوخاة لأننا نؤمن بكل قول صحيح ورد عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

** رسالة:

أعجزنا كمسلمين عن التفكير بما يليق بالمساجد وخاصة الحرمين الشريفين من تنظيم يكون أكثر رقي لترتيب الأحذية وإيجاد مكان ملائم لها يسهل الوصول إليه وغير مشوه للمنظر أو أي طريقة عملية خاصة في الحرم النبوي الشريف منظرها مسيء إلى أبعد حد وهي متناثرة عند بعض الأبواب بشكل منفر من منظرها أجزم لو عصفنا تفكيرنا وأذهاننا وفتحنا الأبواب للاقتراحات لوجدنا حل ملائم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store