Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

مصائفنا وسطوة (الفلاتر)..!

صدى الميدان

A A
* السياحة صناعة، والاهتمام بها يأتي في سياق أنها تمثل رافداً اقتصادياً هاماً، لدرجة أن اقتصاد بعض الدول يقوم عليها، ولعل فيما يلحظ من سباق محموم في صناعة السياحة، و(جذب) السائح، هو ما يدفع عالم اليوم نحو المزيد من العمل على الابتكار في مقومات السياحة، وبرامجها، وبما يمثل تغذية لقوامها حتى تكون قادرة على الوقوف في ميدان (المنافسة)، ونيل رضا العميل (السائح).

* وفي بلادنا الغالية أجد في صور (زحام) الإقبال على مصائفنا خاصة في هذه الأيام، ما يدفع نحو دعم تلك المصائف بكل جوانب الجذب السياحي، ولعل في الأخذ بكل ملاحظات الزوار ما يمثل علاجاً لجوانب القصور، ورفعاً لحرج الشكوى، التي تأتي بذات (النبرة) مع كل صيف.

* فعلى سبيل المثال: من المهم حد الضرورة أن تكون البنية التحتية لمصائفنا قادرة على استيعاب كل تلك الأعداد، فلا معنى لمصائف (يدوخ) المصطاف وهو يبحث عن شقة أو حتى غرفة بمنافعها يأوي إليها وعائلته، فضلاً عن إن وجد اصطدم بعائق المبالغة في السعر، تلك المبالغة التي أثق أن السبب فيها قلة العرض، وكثرة الطلب.

* هذا مع جانب هام جداً، وهو تدني مستوى النظافة في بعضها، وهذا بلا شك عائد لجشع أولئك المستثمرين، الذين يستكثرون مبلغاً زهيداً مقارنة بالدخل في العناية بتلك المرافق، وتقديمها بالصورة التي تتناسب وحجم الإقبال عليها، في وقت غاب عنهم أن قيامهم بتقديم تلك الشقق بالصورة الملائمة، والمظهر المناسب، هو دعم من قبلهم للسياحة، حتى وإن لم يأتِ ذلك قصداً منهم.

* مع التأكيد على أهمية أن تكون شبكة الاتصالات تعمل بكامل كفاءتها، في ظل أن (المصطاف) اليوم هو الذي سوف (يروج) بفاعلية لتلك المصائف، سيما إن سجل (بجواله) انطباعاً طيباً عما وجده في مناطق تتمتع بمقومات سياحية (ربانية)، فاعتدال الجو، والأمطار، والخضرة، تمثل أرضية صلبة لنجاح أي مقصد سياحي، مع ما يضاف عليها من مقومات (صناعة السياحة)، وبما يحقق ما ينشده المصطاف من انطباع القبول، والرضا.

* كذلك يأتي جانب لا يقل أهمية في تحقيق الترويج (بمصداقية) لما تتمتع به تلك المصائف من مقومات جميل أن تقدم كما هي، بعيد عن سطوة (الفلاتر)، التي أفسدت بكل أسف أكثر مما أصلحت، في ظل موجة أن التصوير اليوم أصبح مهنة من لا مهنة له، فكم هو صادم، ومؤلم، عندما يسأل المصطاف عن ذات الصورة التي احتفظ بها في جواله، فيتم صعقه بإجابة أنه في ذات المكان، ولكن بدون فلاتر، فما يكون منه، وقد بلع الطعم إلا أن يعود، وقد عقد العزم على ألا يعود، وهنا مربط (الخسارة)، ولكن بأضعافها.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store