الفنان السعودي الأسطورة الأستاذ عبدالعزيز الهزاع، والذي اشتهر بمسلسله الكوميدي المتميّز جدًا «يوميات أم حديجان».. وأقول إنه أسطورة؛ لأني شاهدت أعدادًا من الكوميديين الإقليميين مثل إسماعيل ياسين «رحمه الله» وعادل إمام وغيرهما من المبدعين المصريين ودريد لحّام، وهناك من العالميين في أمريكا مورغان فريمان (الذي اعتنق الإسلام)، وكذلك في بريطانيا تشارلي تشابلن، ثم روان أتكسون (وهو الكوميدي الصامت بيل) الممتع بتغيير ملامح وجهه الدالّة على الحدث؛ فيثير ضحك المشاهد. كل هؤلاء وغيرهم، في نظري وبدون تحيّز، ليست لديهم نصف المواهب التي وهبها الله سبحانه وتعالى للفنان عبدالعزيز الهزاع! هل تعلم أيها القارئ الكريم لماذا؟ إنه الكوميدي الحقيقي الوحيد الذي يمثل كامل المشهد بأكثر من عشرة أصوات.. يعني بدءًا من الجد ونزولاً إلى الطفل (الجد والجدة والزوجة والأولاد والبنات)، إنه جماعة في شخص واحد.. وكذلك تقليد أصوات الحيوانات إذا كان لها علاقة بالقصة، وأصوات الأحداث المحيطة بالموضوع كصوت السيارة وصوت الرياح والمياه، يؤدي ذلك وأكثر، دون أي إخلال للأصوات المتباينة سنًّا وجنسًا وشكلاً وترتيبًا.. فأين هذا الفنان القدير والكبير في هذه الأيام الصعبة نفسيًا وجسديًا على كل المستويات والأعمار والأجناس.. نعم كلنا في حاجة إلى أمثاله من أجل التخفيف من الضغوط النفسية والهموم العملية التي يعاني منها كثير من الناس.. والمشكلة أنه لا يوجد أي معهد في العالم يستطيع تدريب أشخاص ليقوموا بهذا النوع من الفن؛ لأنه ببساطة موهبة، والموهبة تُمنح من الخالق ولا يمنحها المخلوقُ. أسأل الله تعالى أن يطيل في عمر هذا الفنان الكوميدي الهادف والممتع، ويمنحه الصحة والعافية، وأتمنى أن يكرم مثل هؤلاء الأشخاص وهم أحياء فهم يستحقون.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
