Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

أُمٌّ تساهم في إنقاذ العالم

A A
جدل كبير يثار أحياناً بشأن عمل المرأة وإمكانية الموازنة بينه وبين مسؤولياتها كأمٍّ وربة منزل ، خصوصاً في ظل وجود العديد من المجالات التي يجب على المرأة أن تعمل فيها لخدمة مثيلاتها من النساء، كما أن هناك بعض النساء كالمطلقة والأرملة وغيرهما ممن قد يكون العمل ضرورة لهن ليتمكنَّ من تغطية مصروفاتهن ومصروفات أبنائهن.

البرفيسورة سارة غيلبرت كانت قبل تحضيرها للدكتوراه تفكر في ترك العلم تماماً ولكنها قررت الاستمرار في مسيرتها العلمية، ونظراً لأنها كانت بحاجة ماسة إلى دخل فقد قامت بإكمال دراسة الدكتوراه ولكن بعدها أنجبت ثلاثة توائم وقامت برعايتهم وتربيتهم ومع ذلك أصبحت أستاذة في معهد «جينر» بجامعة أكسفورد وقادت في عام 2014م التجربة الأولى للقاح الإيبولا وبدأت في التجربة الثانية والتي ساهمت في اكتشاف لقاح فيروس كورونا (إسترازينيكا) والذي يوفرحماية بنسبة 70% مما ساهم في إيقاف تطور أعراض كوفيد 19. هذه الأم لثلاثة توائم والتي عمرها 58 عاماً ترأست الفريق العلمي بجامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة أسترازينيكا البريطانية السويدية للأدوية للوصول إلى عقار (أسترازينيكا) والذي ساهم في إنقاذ مئات الملايين حول العالم وكل ذلك بعيداً عن الأضواء أو الضجيج الإعلامي أو القنوات وحققت ذلك الإنجاز العالمي بالرغم من أنها أم لثلاثة توائم لم يكونوا يسمحون لها بالنوم إلا ثلاث ساعات في اليوم فقط.

لم ينتشر اسم العالمة سارة بشكل كبير بالرغم من انتشار اسم العقار في كل أنحاء العالم، ولكن لمسة وفاء وتقدير تمت مؤخراً بلندن في ملعب ويمبلدون ساهمت في تعريف المجتمع بها عندما علم المنظمون أنها موجودة لحضور إحدى المباريات فوقف الجمهور يصفق لها لأكثر من دقيقة مما جعل تلك العالمة تغالب دموعها من ذلك المشهد.

ما أجمل أن يتحقق الإنجاز فتستفيد منه البشرية ويكون صاحبه في قمة التواضع والحرص على البُعد عن الأضواء والضجيج الإعلامي بالرغم أنه إنجاز عالمي ينقذ مئات الملايين، وما هو أجمل منه أن يقدر لك المجتمع ذلك العمل ويبادروا بلمسة وفاء ونبل لصاحب ذلك الإنجاز.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store