Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
يعقوب محمد إسحاق

أريد ارتياد جدة التاريخية!

شمس وقمر

A A
في طفولتي المبكرة درست في كُتَّاب السيد علي هلال، وكان كُتَّابًا لتعليم الأطفال من الجنسين قراءة وحفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والحساب، وكان واقعًا في شرق سوق الندى في مكان شارع الذهب حاليًا من ناحية الشمال.

وهو الأمر الذي يشبه إلحاق الأطفال في الوقت الحاضر بمدارس الروضة التي تهيئهم للالتحاق بالمدارس الابتدائية.. ثم التحقت بمدارس الفلاح الواقعة في حي المظلوم، ودرست فيها من السنة الأولى الابتدائية حتى حصلت منها على الثانوية العامة في نهاية العام الدراسي 1384هـ.

وكنت أقطع المسافة بين بيتنا في الهنداوية ومدارس الفلاح مشيًا على الأقدام، بينما كان مدير مدرسة الفلاح الابتدائية يأتي للمدرسة من جنوب جدة راكبًا حماره الذي يربطه بنافذة مجاورة لباب المدرسة.

كانت مدينة جدة التاريخية صغيرة يعيش سكانها في أربع حواري هي: البحر والمظلوم واليمن والشام في بيوت تمتاز بأشكال معمارية خاصة، تزين واجهاتها رواشين خشبية جميلة جدًا تدل على مهارة النجارين في نشر الخشب قطعًا صغيرة وتركيبها بأشكال فنية تأخذ الألباب وتلفت الأنظار.

لقد مشيت في شوارع هذه المدينة القديمة الملتوية الضيقة الترابية في زمن لم تكن لشوارعها وأزقتها أسماء، وكانت أسماء أصحاب البيوت هي الوسيلة الوحيدة التي ترشد الناس الى الأماكن التي يريدون الوصول اليها مع بعض الاستثناءات المحدودة مثل شارع قابل.

مؤخرًا حينما اقتربت من الثمانين من عمري، اشتد بي الحنين لزيارة مدينة جدة التاريخية، حاولت دخولها من مدخلها الشمالي المطل على ميدان البيعة، أو من مدخلها الغربي المفتوح على شارع الذهب مُنعت من دخولها بسيارتي دون تصريح.

وحيث أن لي صديقين مثقفين يتحليان بأخلاق عالية وأدب جم يعملان في إدارة جدة التاريخية التابعة لوزارة الثقافة وهما الأستاذ عبدالعزيز العيسى مدير الإدارة والمهندس سامي نوار مساعد مدير الادارة، قررت التواصل معهما للحصول على تصريح دخول بسيارتي لجدة الجديدة، وحينما لم يرد الأول على اتصالي، اتصلت بالآخر فوعد باستقبالي في اليوم التالي، فذهبت في الموعد المحدد، وانتظرت ساعتين ولم يحضر، فهاتفته واعتذر عن عدم حضوره لانشغاله.

ورغم عدم تمكني من التواصل معهما -ولعل لهما أعذارهما- إلا انني أقول لهما ان زياراتي السابقة واللاحقة لجدة التاريخية لكي أطفيء أشواقي للماضي، ورؤية الانجازات الجديدة لادارة جدة التاريخية من ترميم وصيانة لبيوتها الآيلة للسقوط والمشاركة بالرأي إن لزم الأمر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store