Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

كورونا بين التعايش والإغلاق

A A
كتبت مقالاً في هذه الصحيفة قبل أكثر من عام بعنوان (التعايش مع كورونا)، وأوضحت فيه بأن هناك حملات بدأت تدعو الناس للتعايش مع فيروس كورونا المستجد، فقد ذكر مدير معهد الأكاديمية الصينية «أن من المحتمل أن يصبح كورونا وباءً يجب على البشر أن يتعايش معه لفترة أطول»، وذكر رئيس الوزراء الفرنسي «أن على الفرنسيين أن يتعلموا التعايش مع الفيروس وحماية أنفسهم مؤكداً في ذلك الوقت أن الوضع قد حان لتخفيف الإغلاق تدريجيا»، وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي عن «بدء مرحلة التعايش مع الفيروس بالنسبة للجميع مع تأكيده على وجود الخطر» وأشار وزير المالية الألماني «أن على المواطنين في ألمانيا أن يتعودوا على نمط الحياة المصحوبة بفيروس كورونا».

كل تلك التصريحات جاءت قبل أن يتم توفير لقاح كورونا وقبل قيام الدول في البدء في تقديم اللقاحات للسكان، ومؤخراً أفاد كلاً من الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني أنه رغم التقدم الذي أحرزاه في حملتي التلقيح في بلديهما إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب تعلم الناس أن يتعايشوا مع فيروس كورونا ومتحوراته، وقد دعى الرئيس الأمريكي إلى الحرص على تلقي التطعيم مؤكداً أن الفيروس لم يهزم بعد، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني خططه لرفع آخر القيود الصحية في إنجلترا خلال أسبوعين داعياً البريطانيين إلى تعلم كيفية التعايش بحذر مع فايروس كورونا كما لو أنه إنفلونزا.

في المقابل وبعد ثلاثة أشهر من التراجع المطرد في أعداد الإصابات اليومية الجديدة في أوروبا سجل عدد الإصابات مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا مما حدا بالخبراء في منظمة الصحة العالمية إلى حض الحكومات في أوروبا على تكثيف حملات التلقيح وتسريعها وعدم التردد في العودة إلى تشديد تدابير العزل والإغلاق خصوصًا إذا عاد المنحنى إلى الصعود في الأسابيع المقبلة.

لن تتمكن المجتمعات من التعايش مع فايروس كورونا إلا في حال تقديم اللقاحات لمعظم فئات المجتمع لحمايتهم ولذلك أصبحنا نرى سباقاً محموماً بين الدول في تقديم اللقاحات فهي أفضل بكثير من العزل والإغلاق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store