Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

متى نتعقل ونقدر خلافاتنا الفقهية؟

A A
كالعادة مع كل موسم ديني أو حلول شعيرة دينية أو تكاليف، نجد مع الأسف حرب المنابر -إن جاز لي تسميتها- حول الخلافات الفقهية حول مسائل لم يكن فيها دليل قطعي لكلا الفريقين، ومن المحزن أن نجد هذه الخلافات تتجدد كما أسلفت مع كل موسم أو شعيرة.

وها نحن في شهر الحج والخلاف كالعادة «الصوم أفضل الأعمال أو غيره من الأعمال الصالحات في العشرة الأوائل من الشهر، وهل يلزم من نوى وأراد الأضحية أن لا يأخذ من بشَرِه شيئًا شعرًا وأظافر وهل الأضحية تجوز خارج الأوطان» مع أن الخروج منها والاعتراف بالرأي الآخر بغاية البساطة مع التزامي بما أميل إليه من رأى، وتجد الخلاف على مستوى العلماء وطلبة العلم والدعاة وفي جميع المنابر، منابر المساجد والقنوات الفضائية سواء إذاعية بالصوت أو بالصورة والصوت أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعية وبها أصبح تشويشًا على العامة.

وللخروج من هذه الحرب المنبرية التي لا طائل منها إلا الفرقة وفي مسائل فقهية مستساغ فيها الخلاف ولا يخرج من دين ولا ملة فببساطة جدًا على العالِم وطالب العلم والداعية طرح جميع ما قيل في المسائل الفقهية ويختم بترجيح حكم هو مستمسك به ولا يُنزل أحدًا على رأيه وللمسلم الخيار فيما يتبع من حكم لأن المسلم بين مجتهد يستنبط الدليل ويتبع ما قيل فيه من حكم أو مقلد ويتبع حكم من اجتهد واستنبط الدليل وكم ناديت بذلك بدلًا مما نحن فيه من تعنت وتصلب وفرقة لم ينزل الله بها من سلطان .

المفروض أننا بعد سنوات طوال من الأخذ والرد في تلك المسائل أن نكون تجاوزنا هذا الخلاف وأدركنا كيف نتعامل معه ومع المخالف وفي جميع مسائلنا الفقهية خاصة أن لكل من الفريقين أدلته من الكتاب والسنة وكلاهما من أهل السنة والجماعة .

العالم تقدم في عمارة الأرض التي أمرنا بعمارتها حتى لحظة قيام الساعة ونحن نغرق في خلافاتنا وكما أسلفت وسبقنا العالم في علوم الطب والهندسة والكيمياء والأحياء وارتقى ونحن لم نتفق على أبسط الأمور وأشغلنا العامة بل شوشنا عليهم دينهم حتى انشغلنا عن ما خلقنا له فأصبحنا في شك في عبادتنا لله عز وجل وفي شغل عن عمارة الأرض فأصبحنا عالة على الغير في الغذاء والدواء بل حتى حاجتنا اليومية البسيطة في يد غيرنا فأين ابن سينا والرازي وجابر بن حيان، والمضحك أننا نتغنى بماضٍ كنا فيه كل شيء ونعيش في حاضر لسنا فيه شيئًا يذكر.. فهل نفيق؟.. أشك في ظل هذا الفكر العقيم.

* رسالة:

في رأيي الأجر الأكبر من المولى عز وجل يكون فيما هو المسلمون في أشد الحاجة إليه ففتشوا عن حاجات المسلمين التي تنقصهم وقدروا أولوياتها لهم وبما يغير أحوالهم إلى الأفضل صحة وعلمًا وبهذا يكون الأجر العظيم من المولى عز وجل.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store