من الرائع أن تجد الإداري متحمساً ويتحدث بكل طلاقة وقوة عن أهدافه وطموحاته وآماله، فهذا يؤكد بأنه مؤمن بتلك الأهداف والطموحات ويتبناها ويسعى لتحقيقها على أرض الواقع غير أن ذلك المدير لا يستطيع أن يقوم بذلك بمفرده لأنه لا يعمل وحده بل يعمل من خلال فريق عمل متعدد المهام ومتنوع القدرات والمهارات، ولكل واحد منهم وصف وظيفي ومهام ومسؤوليات وصلاحيات.
لا يكفي أن يحرص المديرعلى إبلاغ فريق عمله عن أهدافه وطموحاته وآماله، ولا يكفي أن يسعى لإقناعهم بها أو توضيح أهميتها وضروة الالتزام بها، بل يجب أن ينقل لهم الحماس الموجود بداخله والإيمان الذي يسيطرعلى تفكيره وهنا يأتي التحدي في الإدارة.
نقل الحماس للآخرين هو إحدى المهارات الإدارية والتي يجب أن يتقنها كل مدير ناجح خصوصاً مع بعض الفئات التي تحيط بهم بعض الظروف السيئة مما يؤثر على روحهم المعنوية وإحباطهم فتجدهم غير مهتمين بالأهداف والطموحات من الأساس فضلاً عن الحرص على العمل على تحقيقها وحتى إن قاموا بذلك فسيقومون به لأنهم يخشون من أن يفقدوا أعمالهم.
لإثارة الحماس في فريق العمل قامت إحدى شركات أنظمة الحاسب الآلي بوضع مكافأة مالية بقيمة 15 ألف دولار أمريكي لمكتشفي أي ثغرات أمنية في أنظمتها وحرصت على تشجيع فريق العمل لتقديم مقترحاتهم وكشف تلك الثغرات في الخدمات التي تقدمها الشركة وسيحصل الفائز على المكافأة وخطاب شكر.
حتى يتم إثارة الحماس في نفوس فريق العمل لا بد من تحفيزهم وليس بالضرورة أن يكون التحفيز مادياً بل من الممكن أن يكون معنوياً كالابتسامة والتقدير والكلمة الطيبة والشكر وغيرها من التعاملات الإنسانية والتي قد تكون نتيجتها أحياناً أكبر بكثير مما تقوم به المادة.
من أهم عوامل نقل الحماس للآخرين هو التقدير والتطوير والاحترام والقدوة الحسنة، فبعض فريق العمل قد يتبنى أفكار مديره وأهدافه وإن لم يكن مقتنعاً بتلك الأهداف، ولكنه قد يكون مقتنعاً بصاحبها ويحترمه فيسعى لتحقيقها من أجله.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
