Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مساجد المشاعر .. روحانية وتاريخ لكل مكان

مساجد المشاعر ..  روحانية وتاريخ لكل مكان

A A
يسترجع ضيوف الرحمن بعد مغادرتهم مشعر منى اليوم مساجد المشاعر المقدسة التي أكرمهم الله تعالى بالصلاة فيها، خلال رحلتهم الإيمانية، وفي طليعتها مسجد نمرة في عرفات، ومسجد «الخيف والبيعة» في منى، والمشعر الحرام والمرسلات وغيرها حيث أدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة، الذي يعرف بعدة أسماء منها مسجد إبراهيم، والخليل، وعرفة، وعُرنة كما صلى بعضهم في مساجد أخرى بمنى ومزدلفة.

مسجد نمرة

يعد مسجد نمرة من أهم المعالم الإسلامية في مشعر عرفات وبه يصلي حجاج بيت الله صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة جمعا وقصرا اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويقع إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة وهو وادٍ من أودية مكة المكرمة الذي نهى عليه الصلاة والسلام من الوقوف فيه حيث قال المصطفى صلى عليه وسلم: «وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة»، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة ، ولكنه قريب منه.

مسجد الخيف

يقع مسجد الخيف على مقربة من «الجمرة الصغرى»، وهو مبني على الطراز العربي الإسلامي على يمين الذاهب إلى عرفات، و مرت عمارته بعدة مراحل، وتُعد توسعة المملكة للمسجد الأكبر في تاريخه، إذ بلغت أكثر من 45 ألف م2، خلاف المساحات المهيأة للمصلين حول المسجد ، ممثلاً المسجد منارة حقيقية لإنارة الطريق أمام حجاج بيت الله الحرام، ومسجد البيعة الذي يقع أسفل جبل «ثبير» التاريخي المطل على ساحات الجمرات، ويمثل حقبة مهمة من تاريخ الدعوة الإسلامية في العهد المكي، ففي هذا المكان عقدت أول بيعة في الإسلام، في عهد كانت الدعوة فيه تعيش حصاراً خانقاً من أهل الضلال في مهبط الوحي ومنطلق الرسالة مكة المكرمة، ويبعد عن الجمرة الكبرى حاليا «1كم» تقريباً ، وتقدر مساحته بـ 500م2 .

مسجد الصخرات

وأوضح المهتم بتاريخ مكة المكرمة الدكتور إسماعيل خليل كتبخانة أن هناك مساجد تاريخية لها مكانتها ومنها مسجد الصخرات بعرفات، الذي يقع أسفل جبل الرحمة، من الناحية الجنوبية الشرقية على يمين الصاعد إليه، وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وهو على ناقته القصواء، كما في حديث جابر رضي الله عنه المشهور في المناسك، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر في موضع مسجد نمرة ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة «أي طريقهم الذي يسلكونه في الرمل النهاية « بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص «صحيح مسلم « .

مسجد المشعر الحرام

ويمثل مسجد المشعر الحرام «مزدلفة « مكانته في نفوس حجاج بيت الله الحرام، وقد سمي بذلك لوقوعه في المشعر الحرام بمزدلفة مما يلي عرفات بأسفل جبل قزح، وقد ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم، ولقد أطال الأزرقي في وصفه، ولم يكن المسجد هذا في مستهل القرن الرابع عشر الهجري، سوى جدار في غرب موضعه يشير إلى القبلة، وبعد ذلك تم بناء المسجد على مساحة حوالى 1000 متر مربع وكان بناؤه متواضعا، ثم جددت عمارته عدة مرات، كان آخرها التوسعة التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية عام 1395ﻫ ، وتبلغ مساحة المسجد الحالية 6000م2 ويستوعب 8000 مصل.

مسجد المرسلات كما كان بالمشاعر المقدسة مسجد صغير في سفح جبل الصابح جنوب مسجد الخيف، يسمى مسجد «المرسلات»، وسمي بذلك لنزول سورة المرسلات على رسول الله في غار من موضعه، ومسجد الكوثر الذي يقع وسط منى على يمين القاصد إلى عرفات، وقيل أن سورة الكوثر نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكان هذا المسجد.

مسجد الكبش

وهناك مسجد شهير بالمشاعر المقدسة ، وهو مسجد الكبش وهو موضع معروف من منى إلى يسار الذاهب إلى عرفات، وهو في شمال جمرة العقبة على نحو 300 متر منها في سفح جبل ثبير، ويقال إن الكبش الذي أضيف إليه هو الذي فدى الله به نبيه إسماعيل عليه السلام لما شرع الخليل بذبحه، وبجوار هذا المسجد الصخرة التي ذبح عليها الفداء.

مسجد البيعة

يقع «مسجد البيعة» أسفل «جبل ثبير» التاريخي المطل على ساحات الجمرات، والذي يمثل حقبة مهمة من تاريخ الدعوة الإسلامية في العهد المكي، ففي هذا المكان عقدت أول بيعة في الإسلام، في عهد كانت الدعوة فيه تعيش حصاراً خانقاً من أهل الضلال في مهبط الوحي ومنطلق الرسالة مكة المكرمة. وقال «د.محمد بن فهد الفعر» -الأستاذ بقسم التاريخ والحضارة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وأحد الذين قاموا بدراسة الموقع-: إن المسجد بني في عهد الخليفة العباسي «أبي جعفر المنصور» سنة 144هـ، ليظهر أثر «العباس بن عبد المطلب» في البيعة التي حضرها وعقدها للرسول صلى الله عليه وسلم، مضيفاً أن المسجد يقع أسفل «جبل ثبير» على يمين النازل من منى إلى مكة، ويبعد عن الجمرة الكبرى حاليا (1كم) تقريباً، وتبلغ مساحته مقدار (500م2)، مشيراً إلى أنه عبارة عن بناء قديم مكشوف لا سقف له، وهو مبني من الحجارة و»الآجر»، وليس له مآذن أو شبابيك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store