Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

رويداً.. تركي الحمد

A A
أيقن تماماً بأن الإيمانيات من الصعب تبديلها خاصة العقدية بل تصل للمستحيل إذا ما أتت من غير الأنبياء والرسل، لذا أرسل الله عز في علاه أنبياءه ورسله صلوات ربي وسلامه عليهم بالمعجزات حتى يوقن الناس بصحة عقائدهم وبان الله هو الخالق لا شريك له الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد والإسلام أكبر معجزة فيه وأسماها وأقدسها القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه لأبد الآبدين، وهو رمز الدعوة الى توحيد الله عز في علاه ودليلها إلى يوم القيامة والكتاب المعجزة .

ومن هنا أرد على تركي الحمد وأعرف مسبقاً بان ردي لن يغير في ما هو مؤمن به خاصة بعد أن بلغ من العمر عتياً ولكن فيه توضيح حتى لا يغر بما غرد من قرأ تغريدته التي غرد بها قائلاً: «الله سبحانه وتعالى أقرب إلينا من حبل الوريد وهو معنا في كل دقة قلب وفي كل شهقة وزفرة وفي كل رمشة عين وفي كل إشراقة شمس وغروبها الله معنا في كل زمان ومكان، فما بال أقوام يجعلون للعبادة مواسم وللدعاء أوقات، وكل الأوقات ملك للواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم ويولد؟.»

ولعلم تركي.. الله خلق الانسان وفرض عليه عبادته وحده وعدم الإشراك به وكلفه بعمارة الأرض حتى تناسب معيشته وفرض عليه العلم والعمل فالإنسان بين عبادة الله عز وجل والانشغال في الدنيا بعمارة الارض ولن تعمر الأرض وتتيسر الحياة إلا بالتجارة والزراعة والاقتصاد والعلم والاختراعات فبرحمة منه عز في علاه جعل للعبادة والدعاء أوقاتاً مباركة لتقوى صلة العبد به جل جلاله ويتفرغ فيها للعبادة في وقتها وإيقاف نشاطه العلمي والعملي في تلك الأوقات المباركة لمن أراد زيادة صلته بالواحد الأحد عز في علاه، فيعوضه الله عن ما فاته من صلة به عز في علاه وما فاته من عبادة ودعاء وقت انشغاله وهذا فضل من الله الكريم على عباده.

لا ننكر أن الله معنا كما قلت وبما قلت ولكن فرق بين الإيمان بالله عز في علاه معنا في كل وقت مع الإيمان بالأوقات والأزمان المفضلة فيها العبادة والدعاء وبين عدم الإيمان بتلك الأوقات والأزمان للعبادة والدعاء، ومن شرع هذه الازمان الله عز في علاه سواء في كتابه الكريم كالحج والصوم وزمنهما وأيضاً شرع أوقاتاً وأزماناً وأماكن على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فيما جاء به من تشريع وغيره من أحكام ومن أخبرنا بذلك الله عز في علاه في كتابه الكريم حيث قال جل في علاه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي) ويفهم من الاية أن الوحي بالقرآن الكريم وبغيره من كلامه صلى الله عليه وسلم وهذا ما تدلل عليه الآية الكريمة (وما ينطق) أي لعموم نطقه صلوات ربي وسلامه عليه ولا نملك إلا الإقرار بكل ما ورد في السنة الشريفة الصحيحة سواء في العبادات او المعاملات أو الأحكام ومن لم يقتنع بما ورد في السنة الشريفة -وأكرر الصحيحة الثابتة- كيف يؤمن بالقرآن الكريم لأنه الحبيب صلى الله عليه وسلم أخبر به ولم ينزل على غيره، فهل من المعقول أن يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم حرفاً واحداً يعارض فيه القرآن الكريم أو يناقضه أو ينقص منه بطبيعة الحال إذا آمنا به رسولاً أميناً صلى الله عليه وسلم نقول «لا» لذا كل حديث شريف صحيح فيه خير كبير ومن تلك الأحاديث ما دلنا فيها على فضائل الأوقات والأزمان للعبادة والدعاء، وأنا أفهم من تغريدتك أن فيها غمزاً ولمزاً في الأحاديث الواردة في فضائل أوقات الأدعية ومواسم العبادات، لأن ليس هناك واحد حتى من كبار العلماء السابقين واللاحقين له الحق أن يقول بأفضلية زمان أو مكان للعبادة والدعاء بدون دليل من الكتاب والسنة، وبطبيعة الحال أعرف مسبقا كما ذكرت بأني لن أغير في إيمانياتك بمقالي أو حتى بكتاب كامل ولكن كمسلم «ولا أخرجك من الاسلام» أدعو لك بالهداية فقد مضى من عمرك حسب سنن الكون التي قدرها الإله الكريم أكثر مما بقي لك والله أعلم بالأعمار.

رسالة:

وسائل التواصل الاجتماعي نشرت للكل وللكل فاحذر أخي المسلم ورد كل ما تسمع وتقرأ الى كتاب الله جل جلاله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة ومسائل التوحيد متفق عليها كبار العلماء وفيها أدلة قطعية وأما المسائل الفقهية فهناك سعة في عن من تأخذ واستفتِ قلبك وما يرتاح له كما قال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store