عند حدوث تقصير في تقديم خدمة معينة فإن بعض الجهات لا تسعى لمعرفة أوجه القصور وأسبابها ومحاسبة الجهة المسؤولة عنها وسبل تلافي ذلك القصور مستقبلاً بل أول ما تحرص عليه هو نفي أن تكون هي سبب ذلك التقصير وإنه خارج إطار مسؤوليتها وإلقاء اللوم وتبادل التهم مع جهات أخرى.
في موسم حج هذا العام أكدت وزارة الحج والعمرة أنه في ضوء جولاتها الرقابية والتفتيشية التي تنفذها الإدارات المعنية بالخدمات التي تقدمها شركات ومؤسسات حجاج الداخل فقد تم رصد مخالفات في شأن الوجبات مسبقة التحضير المقدمة للحجاج من حيث تقديم وجبات لا تتوافر فيها الاشتراطات المنصوص عليها إعدادها وتقديمها.
فور صدور ذلك الإعلان من وزارة الحج والعمرة بادرت بعض الجهات بنفي التهم عنها ففي مقابلة مع قناة الإخبارية اعتذر رئيس المجلس التنسيقي لحجاج الداخل باسم قطاع ومؤسسات حجاج الداخل عما حدث من خلل هذا العام فيما يخص النقل والإعاشة مشيراً بأنه في حج هذا العام طبقت إجراءات جديدة وأوكل لأول مرة النقل للنقابة العامة للسيارات والإعاشة لطائفة الإعاشة التابعة لأمانة العاصمة المقدسة وحمل تلك الجهات المسؤولية، في حين نفت جهات أخرى مرتبطة بالتموين مسؤوليتها عن الخلل مشيرة بأن دورها يقتصر على تصنيع الوجبات المجمدة ومسبقة التحضير في حين أن الخلل جاء من التخزين والتقديم للحجاج.
للعام الثاني على التوالي ينظم موسم الحج في ظروف استثنائية وقد تم كل شيء على أكمل وجه وكان موسماً ناجحاً ولله الحمد، عدا حدوث بعض تلك المخالفات في تقديم تلك الوجبات وبدلاً من تبادل التهم بين الجهات فالأولى أن يتم البحث عن أسباب تلك المخالفات ومحاسبة من تسبب فيها والتأكد من تجنب تكرارها في الأعوام القادمة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
