Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

فن المقابلة الشخصية

لكن بالعقل عرفناه

A A
يحرص شبابنا المتطلع في طريق بحثهم عن عمل، بالالتحاق بدورات متقدمة، وكأن الواحد منهم ضامن الوظيفة بجيبه: كاللغة الإنجليزية، الوورد، الإكسل، إدارة الأزمات، فيما لا تجد في (CV) أي منهم دورة (فن المقابلة الشخصية) والتي تعد مفتاح الوظيفة! وقد شهدت عدة مقابلات شخصية (أنتر فيو) لمست فيها كيف خسر الكثيرين منهم المقابلة بزلة لسان! أحدهم ظل يمجد نفسه طوال المقابلة، وبأنه مثال للإنسان المثالي المنتظم قبل أن تقحمه موظفة الموارد البشرية بشر أعماله، حين سألته بذكاء: هل رخصة القيادة مجددة، ارتبك، وحاول التهرب سائلاً: وما دخل هذا بالوظيفة؟!

لترد عليه: مجرد سؤال يهمنا معرفته، ليجيبها: للأسف رخصتي منتهية من سنتين ولم استطع تجديدها لوجود مخالفات ساهر بـ25 ألفاً!! أحدهم بدا أنيقاً تفوح رائحة العطر الفرنسي منه وهو يحاول بكل مرة إبراز الساعة السويسرية التي تزين معصمه، مبدئاً عظم أخلاقه، وهو يجيب على قدر السؤال مبتدءًا بكلمة: اسمحوا لي أوضح لكم..، وقد أقنع اللجنة المشكلة بروعة أسلوبه، حتى تطفل عليهم بسؤال: عندكم قسم نسائي؟! ليتضح أنه مفصول من عمله السابق بعد اتهامه بمخالفة أخلاقية!!

أحدهم رغم خبرته المهنية ونتائجه الملموسة أظهر بالنهاية عدم احترامه لرؤسائه وتجاوزه لهم بمخاطبة الإدارة العليا! أحدهم رغم رحابة صدره وسماحة وجهه أظهر بالنهاية عدم استعداده التعاون مع المنشأة وقت الأزمات والأعياد! أحدهم رغم إجادته التامة للغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة أظهر في النهاية قلة خبرته الميدانية!! ولن أبالغ إن قلت بأن الفائز بإحدى تلك المقابلات الشخصية لم يكن ذلك الظاهرة، لكنه استعد للمقابلة جيداً، حيث فاجأ اللجنة بقصة مأساوية تبرر عدم استقراره مؤخراً وتنقله لأكثر من منشأة، لدرجة أن اثنين من اللجنة ومن شدة تأثرهم لحقوا به للمصعد ليطبطبوا على كتفه ويزفوا له خبر اختياره، ليلتحق بالوظيفة ويتركها قبل أقل من عام، وهو ما جعل إدارة المراجعة توبخ اللجنة بعد مراجعتها السيرة الذاتية وتوصي بالحاق رئيس وأعضاء اللجنة بدورة (فن المقابلة الشخصية)!

ajib2013@

ajib2013@yahoo.com


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store