Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

السلطة الخامسة.. قوة البيانات الضخمة

A A
في زمن الثورة الصناعية الرابعة والتطورات والنمو السريع الذي يشهده العالم مؤخراً في مجالات تقنية المعلومات وظهور العديد من التقنيات الحديثة ظهر مصطلح البيانات الضخمة Big Data والذي تعرفه شركة IBM بمجموعة بيانات يفوق حجمها أو نوعها قواعد البيانات التقليدية ولا يمكن معالجتها بكفاءة باستخدام التكنولوجيا التقليدية، وفي عام 2012م أصبح هذا المفهوم أكثر شيوعاً وأهمية حيث تم اعتباره من قبل البيت الأبيض ومنتدى دافوس الاقتصادي بأنه قضية مستقبلية مركزية تحتاج لمزيد من الاهتمام.

ولما لهذا الموضوع من أهمية فقد أعدّت لجنة الإعلام الرقمي في غرفة الرياض وTREND تقريرًا متميزًا يوضح ماهية البيانات الضخمة وأنواعها وخصائصها وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي ولماذا أصبحت البيانات الضخمة هي السلطة الخامسة في المستقبل، ومما ذكره المهندس راكان الفايزي رئيس لجنة الإعلام الرقمي في تقديمه للتقرير «ان التقرير يسعى الى التشجيع والتحفيز على الاستثمار في علم البيانات، وهي القوة الناعمة التي باتت شريكة لنا في مختلف مجالات الحياة، حيث يحتوي الفضاء الكبير للإعلام الرقمي على الكثير من البيانات والمعلومات التي من المهم أن نلتفت لها ونستثمر فيها وتتشكل من مختلف المجالات مثل الألعاب الإلكترونية، التسويق الرقمي، الدراسات والأبحاث والتقارير والرصد وغيرها..».

ومما ذكره التقرير ان البيانات الضخمة قد أضيفت الى قاموس Oxford وهي كلمة مستحدثة تشير الى أن البيانات الضخمة تنشأ من كل شيء حولنا وخلال كل عملية رقمية وكل تبادل في وسائل التواصل الاجتماعي تتناقلها الأنظمة وأجهزة الاستشعار وحتى تستخرج تحتاج الى معالجة وقدرات تحليلية ومهارات بشرية.

ومن أمثلة البيانات الضخمة: الحوالات البنكية والتعاملات المالية، تفاعل العملاء في وسائل التواصل الاجتماعي، التسوق الالكتروني، شحن الأمتعة والبضائع في المطارات والموانئ.

ومن الجدير بالذكر أن البيانات الضخمة تلعب دورًا كبيرًا في تحسين عملية صنع القرار وزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وتحسين خدمة العملاء وزيادة العائد وزيادة السرعة وكشف الاحتيال وزيادة الابتكار وسرعة التسوق.

أما بالنسبة لمجالات الذكاء الاصطناعي وعلاقتها بالبيانات الضخمة فتتمثل في الهندسة الوراثية والطب والفضائيات وتكنولوجيا المركبات وغيرها وأجهزة الاستشعار والأجهزة الذكية التي تتواصل مع الأجهزة الأخرى والمدن الذكية والسيارات ذاتية القيادة، ولا زال هذا جزء صغير جدًا من قيمة البيانات الضخمة التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي.

وكما أوضح التقرير ان تاريخ أول مشروع للبيانات الضخمة عالميًا يعود الى عام 1937م حيث نفذته الإدارة الأمريكية لمتابعة اشتراكات التضامن الاجتماعي لنحو 26 مليون أمريكي و3 ملايين من أرباب العمل من خلال ماكينات بطاقات ضخمة تقوم بحفظ السجلات تلقائيًا وتحليل البيانات على نطاق واسع.

ومن مميزات البيانات الضخمة انها تقدم ميزة تنافسية للمؤسسات حيث تقدم فهمًا أعمق لعملائها ومتطلباتهم، وتساعد باتخاذ القرارات وبناء الاستراتيجيات داخل المؤسسة بصورة أكثر فعالية مما يساهم في زيادة الكفاءة والربح وتقليل الفاقد، كما تقدم البيانات الضخمة فرصًا للتطور والنمو والتوسع داخل المؤسسات عن طريق حجم البيانات الهائل الذي يقدم وفرة وتنوع عند التحليل ورفع جودة الخدمات وتتيح معرفة مصادر الخلل لتحديد المشكلات وإيجاد الحلول وتحديد الخيارات ذات التكلفة المرتفعة وغير المجدية لاستبعادها لتقنين الصرف غير المسؤول، كما يمكن الاستفادة منها في العديد من المجالات والقطاعات الحكومية والخاصة والتي تتمثل في الاقتصاد والمالية والتسويق والاستثمار والتعليم والصحة والبيئة والطاقة والاتصالات والبحث العلمي والمجال الأمني مما سيجعل للبيانات الضخمة سلطة وقوة في المستقبل، كما أن العديد من الدراسات والاستطلاعات تتوقع نموًا كبيرًا جدًا في سوق البيانات الضخمة بحجم قد يصل الى أكثر من 90 مليار دولار بحلول عام 2025م والذي سيؤدي إلى توفير العديد من الفرص الوظيفية المستقبلية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store