Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

أحوال المسلمين في العام الهجري الجديد

A A
يطل علينا العام الهجري الجديد 1443هـ، والمسلمون يعيشون فترة من أصعب الفترات التي مروا بها خلال خمسة عشر قرناً مضت، يعيشون في ضعف وهوان وتناحر وتنافر، وفقر وعوز وتداعٍ للأمم عليهم من كل حدب وصوب، وكثير مما يصيب المسلمين اليوم يعود إلى ما جنته أيديهم من بعدهم عن دينهم وانشغالهم بحطام الدنيا، ناهيكم عن بأسهم الذي أصبح بينهم شديداً، وتناسوا أعداءهم وما يدبرونه لهم من كيد، وما يزرعونه بينهم من فتن كقطع الليل المظلم.

وإن ننظر إلى محيطنا العربي، وما آلت اليه أحوال المسلمين فيه من تردٍّ في الأحوال المعيشية والاجتماعية والفكرية، حتى ما عاد الناس في بعض دول الجوار يجدون ما يقتاتون به، أو ما يتداوون به، أو ما يسيّر مركباتهم من محروقات، سندرك ولاشك أن هناك ورماً سرطانياً استشرى في بدن الشرق الأوسط وما حوله، يزداد يوماً بعد يوم انتشاراً وتدميراً لكل خلايا الحياة فيه، وما لم يُستأصل هذا الورم الخبيث، فإن هذه الدول التي استشرى فيها سيكون مآلها السقوط والانتهاء والزوال، وكل ذلك أًصبح مرئياً لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والورم دون شك هو العدو الفارسي المجوسي الرافضي الذي تغلغل بشروره وآثامه في دول عربية كانت تُعد من أكثر الدول العربية رخاء واستقراراً، وأصبحت بعد أن أصيبت بالسرطان الفارسي أكثر دول العالم كله فقراً وخوفاً وتمزقاً وشتاتاً وبؤساً، ومنها سورية التي كانت حاضرة الخلافة الإٍسلامية يوماً، وكانت من أغنى الدول العربية إلى عهد قريب سبق استيلاء الطغمة النصيرية عليها، وبعد أن تنادى الباطنيون من كل حدب وصوب وأصبحت سورية محكومة من قبل حكم الملالي، أصبحت من أفقر دول العالم، وأصبحت دمشق التي كانت مضرب المثل في الازدهار والغنى أسوأ مدينة يمكن العيش فيها في العالم حسب تقارير الأمم المتحدة، وبات دخل الموظف لا يتعدى عشرين دولاراً في الشهر.

والأمر ليس أفضل في لبنان التي كانت تتفوق على معظم الدول العربية في التقدم والرقي والتحضر والرخاء في الستينيات والسبعينيات فأصبحت اليوم دولة منهارة فاشلة، يعيش سبعون في المائة من أهلها تحت خط الفقر، ولا يجدون خبز يومهم ويموت كثير منهم بسبب انعدام الدواء، ويعيشون في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء، ولا يجدون وقوداً لسياراتهم ولا لمولدات الكهرباء التي توفر لهم الإنارة خارج المنظومة الكهربائية الحكومية المنعدمة. وهي دولة بدون حكومة، لأن حزب الشيطان ممسك بمفاصلها وينفذ أجندة أسياده في طهران التي تسعى لتدمير لبنان بالكامل ليصبح من بعد ذلك محكوماً واقعياً ورسمياً من قبل أذناب إيران وأولهم حسن نصر اللات. والأمر عينه يحدث في اليمن الذي يعيش أحلك أيامه في ظل حكم الحوثيين عبيد الفرس والمجوس، وماعاد اليمني قادراً على توفير أقل متطلبات عيشه ويمر بأعظم كارثة إنسانية في التاريخ. وليس الوضع أفضل كثيراً في العراق الذي تمزقه ميليشيات إيران التي لا تقوى عليها الدولة، ويسود العراق الفقر والبؤس والحرمان وانعدام الخدمات بعد انعدام الأمن.

تلك أحوال كثير من المسلمين في مطلع العام الهجري الجديد، ومعاناتهم الأولى تكمن في تغلغل السرطان المجوسي في بلدانهم. ونسأل الله تعالى أن يكون العام الجديد عام خير وبركة على المسلمين يتحررون فيه من شرور الفرس وطغيانهم.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store