Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّة ٥ ملايين ريال بالبركة والحلال!!

A A
٣ أسباب ضاعفت فرحتي بفوز بطل الكاراتيه السعودي طارق حامدي بميدالية فضية في أوليمبياد طوكيو، ولولا الظلم التحكيمي الذي تعرّض له لأهدانا أوّل ميدالية ذهبية في تاريخنا الرياضي، وليتها كانت فرحة مكتملة!.

والسبب الأول هو شعوري السابق والخاطئ بعجزنا عن صناعة بطل أوليمبي حقيقي، وأعتذر لهذا الشعور، فنحن قادرون على الصناعة إذا توفّرت العزيمة الصادقة والتخطيط الصحيح والعمل الجاد، وهذا هو مثلّث النجاح في الرياضة وغير الرياضة، والسبب الثاني هو طريقة انتصار طارق على منافسه الإيراني في المباراة النهائية، إذ انقضّ عليه من طرف قدمه بضربة سريعة واحترافية تُشبه انقضاض الكوبرا الخطيرة على فريستها بقرصة سريعة وقاتلة، فألقاه على ظهره مدهوشاً ومذهولاً يشكو حاله للحكم التركي المنحاز، ولم يجد وسيلة للظفر بالميدالية الذهبية إلّا بالحيلة وادّعاء الإصابة البالغة والفرار للمستشفى، وقد ذكّرتني الطريقة بمبارزة الصحابي الجليل والشجاع، القعقاع بن عمرو رضي الله عنه، في معركة القادسية ضدّ بطل فارس آنذاك، البيرزان المجوسي، والفرق الوحيد بين المباراة والمبارزة هي أنّ البيرزان لم يجد من يهديه ميدالية ذهبية غير مُستحقّة بل وجد قبراً يخلو من الميداليات، ليُدفن فيه غير مأسوفٍ عليه للأبد، أمّا السبب الثالث، والأهم، فهو الدرس الذي أتمنّى أن تكون وزارة الرياضة قد وعته جيّداً، وأن تعلّمه لأنديتنا واتحاداتنا الرياضية ومدارسنا وجامعاتنا، وهو ضرورة زيادة الاهتمام بالألعاب الفردية كما تهتمّ بالألعاب الجماعية خصوصاً كرة القدم، فصناعة لاعب فردي موهوب واحد أسهل وأرخص من صناعة فريق جماعي يتكوّن من درزن من اللاعبين، ومع ذلك قد تهدينا صناعة اللاعب الفردي ميدالية ترفع رأسنا بين الأمم، وتثبت أنّ التطوّر الرياضي هو توأم للتطوّر التنموي.

شكراً لطارق الشجاع، فقد طرق باب فرحة قلوبنا وجعلنا نفرح ونُوقن أنّ النجاح هو هدف يقع على قمّة جبل ويحتاج فقط لمتسلّق ماهر، وأنّه بلا شكّ يستحقّ مبلغ الـ٥ ملايين ريال الذي منحته إيّاه وزارة الرياضة، وهذه الملايين هي حلال ومُباركة بحول الله ودعوة وحافز للشباب الرياضي للتفوّق والإبداع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store