أهداني صديقي الجميل وزميلي العزيز الأستاذ خليل القريبي روايته الحديثة «ووهان غضبة السماء»، هذه الرواية التي أخذتني بعيداً من الأرض إلى السماء لأجد نفسي فوق كل ورقة كتبها في محاولة جديدة لرؤية السماء والتأمل في رحمتها التي نريد.
هذه الرواية التي حاكت بدايات الخوف والذعر التي كلنا يتذكرها ويتذكر كل الهمس الممزوج بالصدق والكذب عن فيروس كورونا في أدوات التواصل قبل وبعد أن وصل إلينا، والحمد لله أن الدولة يحفظها الله استعدت مبكراً للتعاطي مع كورونا ونجحت بفضل الله ثم بجهود الجيش الأبيض في الحد من انتشاره فأثمرت كل الجهود في تخفيف آثاره، ليأتي خليل ويضع في روايته كل ما حدث وما لم يحدث بأسلوب رشيق وأنيق وينقش مفرداته بيمين تعشق الإبداع جداً وتتقن رسم المفردات المهذبة، يد تأخذك من مكانك الى هناك البعيد إلى «ووهان» المدينة التي بدأت منها قصة الموت والشقاء رحلتها إلى العالم الذي عاش وما يزال يعيش معها حكاياته السود وعذاباتها اليومية، وكأن خليل يريد أن يقول للعالم: إن من «ووهان» جاءت غضبة السماء وإن منها سافر الألم بجناحين يقظتين ليصل الى كل بيت في العالم الذي بدأ يترنح مذبوحاً من الفقد والحزن الذي لم يترك أحداً في أي مدينة في العالم.
«ووهان» رواية شرعت الأسئلة إلى كل كائن حي ليسأل عن غضبة السماء وعن «ووهان» المدينة التي أزعجت المصلين والمساجد والقطط والشوارع والليل والنهار والطفل والشيخ والعجوز حتى بات الناس كلهم يعرفون القبح عن هذه المدينة التي صدَّرت الموت والصمت والألم للعالم الذي قرر إقفال الحدود ومكن «الفقهاء من إغلاق المساجد والجوامع وإيقاف الصلوات الخمس جماعة فأذن المؤذنون كلهم بصوت واحد صلوا في بيوتكم، هذه الجملة التي أبكت الكون كله من بكاء ونحيب المصلين» حتى باتت الأرض موحشة من كل شيء!! ولأن للرواية قيمة وحكايات فإني أتمنى من قرائي وقارئاتي الكرام اقتناءها وقراءتها ليكونوا كلهم مع خليل ويسافرون معه إلى الصين مجاناً.
(خاتمة الهمزة).. مساحة هذه الزاوية بعدد 250 كلمة (لا) تفي رواية «ووهان غضبة السماء» حقها و(لا) تقدم عنها سوى إشارة صادقة لعقل نظيف جمع بين الحزن والفرح والفقد والدموع والأمل في الخلاص من كورونا في رواية صغيرة كبيرة اسمها «ووهان غضبة السماء».. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
