Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

خريجو الجامعات وفرص العمل

A A
نهاية عام دراسي وبداية عام جديد والمحصلة النهائية خريجون بالآلاف من طلبة الجامعات السعودية الحكومية والأهلية بفرحة عارمة للطلاب والطالبات ولأولياء أمورهم وذويهم، وتنتهي رحلة الدراسة الجامعية بعد عناء سنوات من الجد والمثابرة لتحقيق النجاح وتبدأ رحلة جديدة من الكفاح وهي الأهم من الناحية العملية وهي رحلة البحث عن الوظيفة أو عن فرصة العمل للحساب الخاص أو فرصة الابتعاث لتحقيق طموح تكملة الدراسات العليا داخليًا أو خارجيًا حسب نظام الابتعاث الحكومي وبشروطه المحددة للجامعات والتخصصات.. والحقيقة بقدر الفرح بالتخرج يكون القلق في البحث عن أحد خيارات الوظائف المطروحة أو العمل للحساب الخاص أو تكملة التعليم العالي.

ففي كلمة ألقيتها قبل أسابيع على طلبتي في الجامعة الأهلية التي تخرج منها هذا العام حوالى 1800 طالب وطالبة خاطبت طلبتي قائلا: أوصيكم أبنائي وبناتي الخريجين بتقوى الله والأمانة والإخلاص في العمل والولاء للوطن وللمليك، ثم أوصيتهم بأن يبحثوا عن العمل في كل مكان في الوطن وإينما تكون فرصة العمل متاحة فالوطن وطن الجميع والمشاريع التنموية العملاقة أنشئت لأن تستوعب أبناء الوطن من كل أرجائه من خريجي جميع جامعاته وليس هناك مفاضلة مناطقية ولكن الاختيار سيكون بالكفاءة والقدرة على تجاوز شروط واختبارات مسابقات الاختيار للوظائف.

لقد رصدت الدولة البلايين لإنشاء المشاريع التنموية في كل أنحاء المملكة والتي ستخلق وظائف جديدة في مختلف المجالات ابتداءً من إنشاء المشاريع وانتهاءً بتشغيلها وصيانتها، ولنا في آبائنا الأوائل قدوة حيث خرجوا من مدنهم وقراهم ليعملوا أينما وجدوا فرص العمل، ومنهم من ذهب إلى شركة ارامكو للعمل في مشاريع البترول والغاز والخدمات المساندة لها في المنطقة الشرقية وغيرهم استقر في العاصمة الرياض للعمل في القطاع الحكومي والبعض الآخر ساهم في التنمية والتعليم في قرى المملكة شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا وتكيفوا مع جميع الأجواء بحثًا عن لقمة العيش الشريفة.. وهذا ما يدفعني اليوم أن أوجه رسالتي لأبنائي الخريجين من كل التخصصات الجامعية للخروج بحثاً عن العمل خارج المدن المكتظة بالمنافسة للعمل ولتكن وجهتهم لكل مشروع جديد أعلنت عنه الدولة سواءً كان ترفيهيًا أو صناعيًا أو خدميًا أو في مجال التقنية والمعلومات وغيرها.. ووصيتي لأبنائي الخريجين البحث عن فرص العمل ولا ينتظروا الفرص أن تأتيهم ولن تأتيهم إذا لم يبحثوا عنها.

أبنائي الخريجين لا تستنكفوا العمل في الوظائف البسيطة فهي الطريق للوظائف القيادية ولن تستطيعوا بناء الخبرات من أعلى السلم الوظيفي وعليكم أن تبدأوه من أول درجات السلم لتشعروا بلذة النجاح إذا وصلتم إلى أعلى درجة فيه.

أبنائي الخريجين إذا تعلمتم الصبر ستنالوا المجد، ركزوا على مستقبل الوظيفة لا على راتبها.

انتهى حفل التخرج واستلم الجميع شهاداتهم وبدأت رحلة العمل.. داعيًا الله لهم بالتوفيق والنجاح فالوطن يفتخر بشبابه.. وبدأت رحلة جديدة لخريجي الثانوية العامة في دخول الجامعات وهم في أمس الحاجة لمن يرشدهم للتخصص المناسب الذي تحتاجه الرؤية المستقبلية للوطن وهي مهمة الجامعات في توجيه طلابها.. فنحن لسنا بحاجة إلى التخصصات التي لا مجال لها في العمل أو سوق العمل متشبع بها حتى لو كانوا خريجي طب الأسنان.

وإذا جاز لي الاقتراح أتمنى أن تعيد الجامعات النظر في التخصصات التي لا مجال لخريجيها في سوق العمل وإن إعادة تأهيلها سيكلف الدولة ميزانية ضخمة ووقت كبير.. وقد لا يتفق معي البعض وأحترم وجهة نظرهم، إلا أن سوق العمل هو الذي يحدد التخصصات المطلوبة والمهارات المكتسبة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store