Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

كل الصراعات تعود للمربع الأول..!

A A
من بداية الألفية الثالثة والعالم يمر بأزمات مزلزلة للأمن والاستقرار. حروب وتغيير أنظمة وازدياد معدلات الفقر والبطالة والمرض وفوضى، ولا بصيص أمل في النفق /الأنفاق المظلمة التي دخلت السياسات المحلية والدولية في ظلماتها.

منظومة الأمم المتحدة برشد خبراتها الطويلة أصبحت عاجزة عن إطفاء لهيب الأزمات وكل ما تستطيع عمله ممارسة روتينية لضبط النفس -لا غير- لأن الإرادة السياسية الدولية التي أوجدت المنظمة الأممية بعد الحرب الكونية الثانية لحشد الجهود لكي تتصدى للأزمات والحد من أضرارها ومباشرة تنمية مستدامة تنقذ المجتمعات من الفقر والمرض وانتهاكات الحقوق وحماية الإنسان من استعباد الإنسان، أصبحت في مهب الريح.

من الصعب إلقاء اللوم على دولة واحدة أو عدد محدود من الدول لأن النظام العالمي وُضع بشكل يسمح بمرونة مطاطة تؤدي في معظم الحالات للتمرد وفقدان السيطرة الجماعية حتى أصبح العلاج الرأسي مستعصياً والقرارات الأممية يتم إجهاضها قبل صدورها والأمثلة كثيرة.

إسرائيل والقضية الفلسطينية.. واليمن والانقلاب على الشرعية.. وسوريا والتدخلات الخارجية.. وإيران وتمردها منذ مجيء الخميني في عام 1979م ومشروع تصدير الثورة.. ومحاربة الإرهاب التي تغيب لفترة وتعود من جديد بشراسة أسوأ من ذي قبل. التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان الذي انتهى بالانسحاب في حالة العراق وتسليم زمام الأمور لإيران.. وحاليًا تسليم أفغانستان بعد عشرين عامًا من التواجد الأمريكي المكثف وإنفاق مئات المليارات ثم تنسحب أمريكا من أفغانستان وتسلمها لطالبان التي مازالت مصنفة كمنظمة إرهابية، وتزعم أكبر دول العالم أنها غير مستعدة للاستمرار لتعود الحالة إلى ما كانت عليه بعد هزيمة الاتحاد السوفييتي والحرب الجهادية ضد الشيوعية التي أفرزت طالبان وحاليًا أصبحت أفغانستان على مشارف حرب أهلية طاحنة.

وآخر التطورات تعلن أمريكا وبريطانيا خطة إنقاذ عاجلة والعودة لإنقاذ رعاياها وما يمكن إنقاذه من مصالحها في الساعات الأخيرة قبل السيطرة الكاملة لطالبان على كل أفغانستان.

ومن المعلوم أن إيران لها دور من خلال دعم طائفة الشيعة في أفغانستان على غرار ما فعلت في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.

كما أن تهديدات إيران للملاحة البحرية تشكل أزمة جسيمة على النقل البحري والتجارة الدولية، ورغم ذلك الدول الكبرى تتعامل معها بسياسة النفس الطويل.

إخفاقات أمريكا في التعامل مع الأزمات الدولية تتكرر وتعيد الأزمات إلى المربع الأول بدون حسم وحلول تبرر التدخلات التي كلفت أمريكا ودولاً أخرى الشيء الكثير من الأرواح والأموال ومعاناة الشعوب مستمرة.

الشأن الأمريكي الداخلي كما تشير الأحداث والصراعات الحزبية داخل مجلس النواب والكونغرس والعنف على مستوى الولايات الخمسين والعجز عن التصدي لجائحة كورونا بشكل فعال يضاعف من الضغوط على إدارة الديموقراطيين وينبئ ببوادر تفكك داخلي ويحدث إرباكاً وتخبطاً في سياستها الخارجية ويؤثر على دورها القيادي في العالم. عواقب تسليم أفغانستان لطالبان شبيه بتسليم العراق لإيران..!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store