Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

3 ولادات في أفغانستان: ساهمتُ في واحدة وحضرتُ اثنتين!

إضاءة

A A
يقيناً تختلف «الولادة» التي تمت داخل طائرة إجلاء من كابول إلى ألمانيا، عن تلك التي حضرت وقائعها وساهمت في إتمامها بجبال قندهار!.

في الحالة الأولى استعانت السلطات الألمانية بالجيش الأمريكي لإتمام العملية، في طائرة عسكرية أميركية فيما كانت متوجّهة إلى قاعدة رامشتاين، حيث قرر قائد الطائرة «خفض الارتفاع لزيادة الضغط في الطائرة، الأمر الذي سمح بإنقاذ حياة الأم». وبعد الهبوط مباشرة، ساعد الجيش الأميركي المرأة الأفغانية في عملية التوليد في الطائرة قبل أن تنقل مع مولودتها إلى مستشفى قريب.

أما في «الولادة» التي تمت في جبال قندهار، فكانت لزوجة «الحوت» مرافقي في الرحلة التاريخية من بيشاور الباكستانية الى جلال آباد شرق أفغانستان! والذي حدث أن المرافق الأمين آثر المرورعلى زوجته ببعض الأغذية، حين كنا نمضي بسيارته الضخمة وسط الجبال. وفور وصولنا ولحسن الحظ له وربما لي أيضاً، انطلقت صرخات الزوجة، قبل أن يدلف الزوج سريعاً الى الداخل ويعود بإناء كبير، طالباً مني التوجه للإتيان بالماء!.. أصابني الارتباك في البداية قبل أن يظهر شاب يمشي خلفه عدد من الأطفال، قادني الى شبه بحيرة صغيرة علّها من نهر كابول، حيث شاركني في حمل الإناء بعصا مشتركة، كان يمسك بطرفها وأنا أمسك بالطرف الآخر، فيما كان يمسك الحوت بالمولودة الجديدة والجميلة التي أسماها «إسراء» مكبراً وسط مجموعة من الأطفال أبناء «المجاهدين العرب والأفغان»، لا أدري من أين جاءوا!. في الذاكرة أيضاً، وجه أحمد شاه مسعود «أسد بنشير» المتجهم دائماً، وأحد أبرز القادة الأفغان الذين حاربوا السوفيت خلال عدوانهم على أفغانستان، وتصدوا لحركة طالبان قبل أن يتم اغتياله في سبتمبر 2001!.

بالمناسبة فإن مغتالي مسعود هما عنصران تظاهرا بأنهما صحفيان وكان أحدهما يحمل كاميرا ملغومة!، تذكرت وجهه، فور أن تأملت في وجه ابنه، الذي يقلده في كل شيء بدءاً من قبعته الشهيرة «الباكول»، ونهاية بتصريحاته النارية.. لكن الفرق كما أراه الآن كبير!.

إنه الابن الذي لا يظهر على الشاشة وفي الصحف إلا مبتسماً وضاحكاً! وبالمناسبة أيضاً، فقد جاءت ولادة أحمد أحمد شاه مسعود على هدير المدافع في يوليو 1989، حين كان والده مشغولاً بمكافحة الغزو السوفيتي لولاية بنجشير، قبل أن يشب الفتى فيرى والده أحمد شاه مسعود، وهو يصدّ طالبان عن ولاية «الأسود الخمسة»!. السؤال الآن، متى ستكون الولادة الرابعة والمنتظرة؟ تذكرت «إسراء» التي كانت تعني الأمل والحلم بفجر جديد، وأنا أسأل متى وكيف تولد أفغانستان من جديد؟!، وهل تسمح آثار الغزو الأمريكي، وأدويته الفاسدة، بعد الغزو السوفيتي بأدويته المدمرة، بولادة ناضجة ومكتملة؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store