Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

المدير (الأجنبي)..!

صدى الميدان

A A
* أثق أن من أهم عوائق (السعودة)، أن يتواجد على رأس منظومة العمل مدير (أجنبي)، وهو ما يعني أنه بقدر ما يمثل حجر عثرة في ذلك الطريق (الأخضر)، فإنه في المقابل سيكون بمثابة الطريق (السريع)؛ لتوظيف بني جلدته، بل والعمل على استقطابهم بأعداد كبيرة، نحو هدف خلق (لوبي) يتحكم في مفاصل العمل، وبيده أهم (الأسرار) داخل تلك المنظومة.

* تلك الحقيقة يمكن ملاحظتها -دون عناء- من خلال مشاهدة الطيف الواسع لجنسية معينة دون غيرها داخل الهيكل الإداري لتلك الإدارة أو الشركة، التي تحولت بفعل (بسط النفوذ) إلى أكاديمية تدريب، وموطن اكتساب خبرة لبني جلدة المدير، الذي يقوم بذلك ليس بدافع من وطنية بقدر ما هو بحث عن كسب مادي من الطرفين حتى وإن كان الكسب في المجمل محاربة البطالة في بلده، على حساب دعم طابور البطالة في بلدنا.

* يدل على ذلك ما يعانيه أبناء الوطن من مضايقات داخل تلك الإدارات، لدرجة أنهم وإن أتيح لهم فرصة للتوظيف فإن النظرة إليهم من قبل ذلك (الجيش) من الوافدين ستكون نظرة من يحاول أن يطيل بقاءه على حساب خلق المزيد من العوائق أمام ذلك الموظف (السعودي)، الذي سيأخذ مكانهم يومًا ما طال الزمان أو قصر.

* ولأنهم يدركون تلك الحقيقة، فإنه لا مجال أمامهم إلا العمل على خلق المزيد من العوائق في طريقه، سواء من حيث التعامل أو من حيث عدم الإفصاح عن تلك المعلومات (الدقيقة)، التي تمكنه من أن يقف بكل شموخ؛ ليقود تلك المنظومة مستقبلاً، أياً كان موقعه فيها، حيث إن المدير الأجنبي وحاشيته كرسوا تواجدهم على أن تبقى ماكينة العمل خاضعة لهم، ومحتاجة إليهم؛ لعقود قادمة، والسبب إدراكهم أن تصاعد أسهم أبناء الوطن يعني إحالتهم إلى رصيف البطالة في بلادهم، وذلك ما لا يمكن أن يحدث، وهو ما يفسر تنامي الشكاوى من أبناء الوطن من سطوة ذلك المدير الأجنبي، وجنوده أقصد (حاشيته).

* في وقت يستمرون في ترسيخ تلك الإشاعات المغرضة، التي تصور الشاب السعودي أنه كسول، وغير منتج، وملول، ويبحث عن راتب دون عناء، وأنه سيظل بحاجة الوافد حتى يحقق ما ينشده من تطلعات، يقولون ذلك حتى مع كونهم يشاهدون ابن الوطن كم هو متميز، ومثابر، بل ومتفوق عليهم.

* وعليه فإن (السعودة) بما تحمله من قيمة وأمل، فإنها ستظل تواجه بالكثير من المعوقات، التي يقف على رأسها المدير (الأجنبي)، الذي من المهم حد الضرورة إذا ما كان الهدف هو تحقيق السعودة بالمفهوم (العملي)، أن يسبق ذلك عملية (إحلال) بسعودة الوظائف القيادية، أما بقاء خيوط التحكم بيد مديرين أجانب متنفذين، فعلينا أن نتوقع المزيد من البطالة، المزيد من قرارات (الفصل) بحق أبناء الوطن ليس لعيب فيهم، ولكن لأنهم من الآخر لا يروقون للمدير الأجنبي، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store