Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّتي مع الأسهم!!

A A
بعد سنوات من التداول في سوقنا المالية، وامتلاكي لمحفظة «صغنُّونة» أستطيع القول: إنّني أخيراً فَهِمْتُ آليّة تكرار خسائر المُتداولين الصغار لأموالهم في سوق الأسهم، فالحمد لله مُفَهِّم سليمان عليه السلام، إذ فَهّمَنِيهَا تفهيمًا.

ومع استمرار هذه الآليّة فقد خَسِرَ كثيرٌ من المتداولين الصغار أموالهم، وربّما يغادرون السوق بلا رجعة، عكس المتداولين الكبار من الأفراد أو الجهات ممّن يُطلق عليهم شعبياً لقب «الهوامير»!.

وقبل أن أشرح الآليّة عليّ القول بأنّ معيار ارتفاع أو انخفاض الأسهم ليس مرتبطاً البتّة بعوامل أداء الشركات، أو بمقدار ربحها وخسارتها، أو بالأحداث الجارية حول العالم، أو بتذبذب أسعار الطاقة، أو بالتحليل الفني أو الإستراتيجي أو المالي للسهم -كما يُفترض- فكأيِّن من شركة انخفض سعر سهمها رغم إيجابيّة هذه العوامل بالنسبة لها، والعكس صحيح ١٠٠٪، وهذه هي المفارقة العجيبة في سوقنا، وأخشى أنّها تنفرد بذلك دون غيرها من الأسواق!.

أمّا الآليّة فتكون عندما يتابع المتداولون الصغار سهمًا معيّنًا، ويرون سعره يتذبذب بين حدّ أدنى وحدّ أعلى، ويظلّ ثابتاً هكذا لأسابيع وأكثر، يتشجّعون للمضاربة فيه أو حتّى للاستثمار المتوسّط، طالما كان سعره ثابتاً بين حدّي التذبذب، لكن سرعان ما يُغيّر الهوامير حدّي التذبذب للأدنى رُويداً رُويداً وبالانخفاض التدريجي، بما يملكون من عدد كبير من السهم، فيبيعون منه بقدرٍ هم حاسبوه بعناية، ويتشجّع المتداولون الصغار لشراء المزيد من السهم لتعديل تكلفته عليهم وانتظاراً لارتفاعه لحدّ التذبذب الأعلى الذي كان إبّان شرائهم الأوّل، وتستمرّ الآلية بينهم حتّى يملّ المتداولون الصغار من تراكم الخسائر فيبيعون سهمهم ليلتقطه المتداولون الكبار «من تحت» فيشترون المزيد منه ويصعدون ويهبطون به لحدّي تذبذب جديديْن محسوبيْن بدقّة، واسأل متداولين صغار مُجرِّبين ولا تسأل حكيمًا عن مثل هذه الخسائر التي تحدث يومياً للآلاف المؤلّفة!.

وكم أتمنّى تصحيح مثل هذه الممارسات لتُصبح سوق الأسهم أهمّ رافد للرخاء والاستثمار، دون أنانية من البعض وجشع ومكر، وربّما تلاعب ما له من فواق!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store