Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حياة شبابنا.. بالديون!!

A A
ظاهرة.. انتشرت لدينا بشكل كبير، وهي استخدام البطاقات الائتمانية من قبل الشباب السعودي صغار السنّ والموظّفين حديثاً، أكثر من قُدامى الموظّفين شبه المُستقرِّين وظيفياً ومالياً!.

وليس هذا فقط بل يستخدمها هؤلاء الشباب داخل المملكة، وليس كما جرت عادة استخدام هذه البطاقات، أي خارج المملكة عند السياحة والأسفار وحيث تقلّ النواحي الأمنية ويكثر اللصوص والطمّاعون في السُيّاح السعوديين الطيّبين!.

وأنا أعتبر هذه الظاهرة اثنين في واحد، سلبية وخطيرة، لأنّها تُعوِّد الشباب على ثقافة الحياة بالديون، وما أقبحها من ثقافة، وما أصعبها من حياة، فالبطاقات الائتمانية كما هو معروف ليست مثل بطاقات الحسابات البنكية التي يملكها النّاس من الرواتب أو من دخولهم المالية الشخصية، والأرصدة المالية المتوفّرة في البطاقات الائتمانية هي ديون واجبة التسديد قبل تاريخ مُعيّن بعد استخدامها قد يحِلّ خلال شهر أو أكثر بقليل، فإن لم يُسدّدها المُستخدمون كاملةً تُفرض عليهم عمولة مالية فورية إضافةً للديون الأصلية، فيتضاعف مبلغ الديون ويصعب تسديده، ولو قسّط المُستخدمون الديون كلّ شهر تزداد فترة الديون وتصل لسنوات لا يعلمها إلّا الله، وتحِلُّ على المُستخدمين حالة من الضنك المالي الذي لا يكاد ينتهي وكثيرٌ من الاكتئاب النفسي!.

لكن بأمانة، لماذا يلجأ الشباب لهذه البطاقات؟ ألا يُقال «فتِّش عن السبب» لمعالجة أي ظاهرة سلبية وخطيرة؟

والجواب ببساطة هو حالة الغلاء الذي أصاب كلّ شيء، ورواتب الشباب في الغالب متواضعة ولا تسدّ حاجاتهم الأساسية فضلاً عن الكمالية، وهناك الرسوم والغرامات المرتفعة التي شكلت عبئًا على الكثيرين، فوجد الشباب ضالْتهم في البطاقات الائتمانية التي أغدقتها عليهم البنوك بسهولة وكرم بالغ، أشكالاً وألواناً لتنمية أرباحها، وتنمية أرباح شركات البطاقات الائتمانية الأمّ حول العالم، وبات الشاب مديوناً ومحبوساً وراء زنازين ديون تستغرق سنوات طويلة للتسديد والتسوية، وصعبة المعالجة، ما لم نعمل على الوقاية من كثرة استخدام البطاقات الائتمانية التي هي خيرٌ من أيّ علاج!.

والآن وبعد أن عُرِف السبب، هل نعالج المشكلة من جذرها الممتدّ وسط الشباب؟ أرجو ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store