Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

بل.. العيشة في بيشة!!

A A
ما أجمل أن نطوف على ربوع بلادنا لمعرفة ما تتمتع به من جمال الطبيعة وتنوع المناخ الذي قد يجمع أنواعه في وقت واحد، وكان يدور بخلدي منذ مدة القيام بجولة في أرجاء وطني وستكون متعة وذكرى جميلة، ولكن لم تأتي الفرصة لتحقيق ذلك لكثرة المشاغل والارتباط بالأعمال.. وفي هذه الأيام جاءت الفرصة لتحقيق شيء من ذلك.

دعينا لزيارة بيشة بترتيب من وجهائها وأهلها الطيبين، وقمنا مع نفر من الزملاء في الأسبوع الماضي بزيارة لمحافظة بيشة الواقعة في الجنوب الغربي والتابعة لمنطقة عسير.. ولقد هيأ لنا المنظمون الأفاضل للزيارة الاطلاع على التاريخ القديم لهذه الواحة الغناء، والوقوف على منجزها الحضاري.. إن الإنسان المنتج في محافظة بيشة ما هو إلا صورة رائعة للمواطن السعودي.

وتمثل محافظة بيشة وجهًا جميلًا بملامح ضاربة في عمق التاريخ والأصالة، وإشراقة الحاضر المزدهر ومعاصرته.. لم تستطيع الحضارة أن تسلب من محافظة بيشة أصالتها المتجذرة في مكونها المجتمعي، فتجد النخوة، والكرم، والطيبة، والاعتزاز بالنفس وهو من إرث الأجداد ومن الثوابت في حياة إنسان محافظة بيشة، فالتعاون سمة مجتمعية متجذرة في مجتمع بيشة المدينة، وفي بيشة الريف.

وعلى الرغم من جغرافيتها المتنوعة، إلا أنها تمتلك تربة خصبة تتيح من خلالها زراعة أنواع مختلفة من التمور وأشجار العنب، والرمان والخضروات والحبوب.

إن محافظة بيشة جزء عزيز على قلوبنا وتمثل سلة غذاء حقيقية وحافظة للأمن الغذائي للمملكة، لذلك من المؤمل أن تخصها وزارة البيئة والزراعة والمياه بالدعم اللازم لتحقيق أهداف سدها العملاق الذي يختزن سنوياً في بحيرته ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي تتبخر في وقت توقف هطول الأمطار ولا يتم الاستفادة منها.

بقى أن أقول شكراً ألف لأهل بيشة الطيبين، فقد كانت الولائم التي تقام لنا مليئة بمختلف الأطباق المحلية الشهية، أما الخرفان المشوية ففي كل الوجبات، غير الوجبات الخفيفة والتي دعينا لها غير مرة بين الوجبات الرئيسة.. شكراً ألف للزملاء الذين نظموا للزيارة ولبرنامجها المتنوعة.. هكذا بلادنا الغالية وهكذا هو إنسانها وإني على أمل بإذن الله أن نزور منطقة أخرى من بلادنا الحبيبة لنستمتع بمعرفتها، ونأنس بإنسانها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store