تشرفت بزيارة (جمعية المودة للتنمية الأسرية بمنطقة مكة المكرمة) عدة مرات، وما وجدتها يومًا إلا جمعية تتسم بالوعي والحضارة والنضارة، ونموذجية العمل غير الربحي الممزوج بحب الخير.
ويبدو أن من جماليات هذه الجمعية أن حظيت بمدير عام شاب حيث الابن محمد علي آل رضي، الذي تحمل سيرته إنسانًا من أولئك الذين يحرثون الصباح كي تشرق الشمس، رجل مهنته الرئيسة في الحياة مساعدة البشر على العبور فوق حقل الأشواك، بغاية الوصول إلى حضن الرمال الناعمة، فهو كما بدا لي شمس المساكين التي لا يدركها الغياب.. رجل لا يصفه الكلام.. يعاونه في العمل الخيري رئيس وأعضاء مجلس إدارة من خيرة شباب الوطن العظيم وطن العطاء وطن الخير.
أعمال جمعية المودة الخيرية متنوعة معظمها توعوية تستهدف كل أفراد الأسرة، وفي الأسابيع الماضية أقامت الجمعية حملة بعنوان «استخدمها.. لا تدمنها» حملة استهدفت تقديم الصورة الحضارية العملية التي يجب أن نكون عليها في استخدامنا للأجهزة الذكية.. واستخدمت عدة وسائل متنوعة منها المحاضرات المتخصصة، لقاءات مع الأسر للمناقشة وترويج الفكرة، استخدام السوشيل ميديا لتصل إلى أكبر عدد من الأسر.. وهكذا.. والحقيقة أن هناك بعض العبارات في حياة البشر، تلمع أمامك، وقبل أن تدرك نفسك تحط عليك فلا تستطيع الفكاك منها.. أدهشني التنوع في توصيل التوعية «استخدمها.. لا تدمنها»، رغم معرفتنا جميعًا بخطر وفائدة الأجهزة الذكية التي أصبحت منا وفينا.. ولأن ما ترجوه في الليل، أحيانًا يدق بابك صباحًا.. فقد وجدت ضالتي في التوعية باستخدام الأجهزة الذكية بعد أن بتنا نعاني من عزلتنا عن بعضنا حتى في البيت الواحد كبارًا وصغارًا.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
