الاحتفال بالأعياد الوطنية في معظم دول العالم يكون بمناسبة الاستقلال من المستعمر وتكوين دولة مستقلة أو بمناسبة توحيد الشعوب المختلفة إلى كيان واحد تحت دولة مستقلة، ونحن والحمد لله في المملكة العربية السعودية لم نكن في يوم من الأيام تحت استعمار أي دولة وإنما نحن دولة أسّسها الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه بعد أن وحّد قبائل وقرى ومدن شبه الجزيرة العربية تحت كيان واحد باسم المملكة العربية السعودية دينها الإسلام تعتمد على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بعد أن كانت قبائل متناحرة فقدت الأمن والأمان حتى كان أداء الركن الخامس للإسلام يعتبر جهادا في سبيل الله نظراً لتعدي بعض السارقين والمارقين على أمن وسلامة حجاج بيت الله وسلبهم ممتلكاتهم، حتى أتى الملك عبدالعزيز ليضمن لحجاج بيت الله وشعب المملكة والمقيمين في جميع أرجاء المملكة الأمن والسلامة وحرية التنقل بسلام وأمان وأصبح الشغل الشاغل للقيادات السعودية استتباب الأمن والرعاية الصحية والتعليمية لأبناء الوطن.
وتحولت بفضل الله المملكة من دولة فقيرة الموارد الى أغنى دولة في العالم.. فمن حيث التاريخ هي منبع الإسلام وقبلة المسلمين، ومن حيث الموارد المالية بعد أن منّ الله عليها باكتشاف البترول والغاز أصبحت صاحبة أحد أكبر إنتاج عالمي للبترول وثاني أكبر مخزون بترولي في العالم بالإضافة إلى كميات الغاز المكتشفة التي وضعت المملكة ضمن كبرى الدول المنتجة والمصدّرة للغاز.
هذا بالإضافة إلى الثروات المعدنية المكتشفة وعلى رأسها الذهب والذي وضع المملكة ضمن كبرى الدول المصدّرة والمخزّنة للذهب، ويضاف عليها النحاس المستخرج من مناجم النحاس والذي بدأ تصديره إلى الصين وأستراليا، كما أن اكتشاف الفوسفات والبدء في تصديره وضع المملكة ضمن الدول الكبرى المنافسة لتصدير الفوسفات، ولا زالت الاكتشافات مستمرة وكل هذا كان بفضل القيادة الرشيدة في وضع الخطط البديلة لإيرادات البترول وتنويع مصادر الدخل العام.
إن الاحتفال باليوم الوطني ليس عادة أو بدعة وإنما هو احتفال بالإنجازات التي تحققت كل عام أو كل خمسة أعوام، وللحقيقة ونحن إذ نحتفل بيومنا الوطني الواحد والتسعين فإننا نحتفل بإنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان خلال فترة توليهما مقاليد السلطة، حيث إن الإنجازات خلال هذه الفترة تعتبر أكبر إنجازات في تاريخ المملكة منذ إنشائها من نواحٍ عديدة سواء اقتصادية والمتمثلة بإنشاء المشاريع التنموية الضخمة في مجالات السياحة والترفيه والتنمية العمرانية وفي مجال الثقافة والرياضة والسياحة والتي خصّص لها عشرات البلايين لبناء البنية التحتية لها، وإنشاء المشاريع العملاقة التي ستغير صورة المملكة التنموية وستجعل المملكة دولة جاذبة للسياحة والزيارة وهي مشاريع خطط لها لأن تشمل التنمية في جميع مناطق المملكة وعلى وجه الخصوص المشاريع السياحية والترفيهية.
إن من أهم الإنجازات على مستوى المجتمع السعودي هو التحول الإيجابي النوعي حيث ازدادت نسبة الحريات الاجتماعية وارتفعت نسب العمالة النسائية وأتيحت الفرصة للمرأة السعودية لتقلد وظائف قيادية وتغيّرت صورة القيادات التنفيذية من قيادات عفى عليها الزمن إلى قيادات شابة متعلمة بفكر حديث متطور، وتغير نمط الخدمات من خدمات ذاتية تقليدية إلى خدمات إلكترونية سريعة ودقيقة، وتحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع يستخدم تقنية الخدمات الرقمية وانتشرت ثقافة الخدمات الإلكترونية وتحولت إلى التعليم الإلكتروني عن بعد.
ومن أهم إنجازات القيادة السعودية في احتفالنا باليوم الوطني 91 هو نجاح المملكة في مواجهة جائحة كورونا وتصدرت دول العالم في الإجراءات الاحترازية والمعالجة السريرية والوقاية العلاجية.
فهنيئاً للوطن بقيادته وبإنجازاتها وهنيئاً لقيادة المملكة بشعبها الوفي المنجز المبدع المخلص لدينه ووطنه وقيادته.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
