Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

أين تتجه فرنسا بعد إخراجها من تحالف الغواصات؟

A A
هل ستتبني فرنسا في النظام العالمي الجديد سياسة أكثر استقلالية عن أمريكا، بعد أن تخلت أستراليا عن شراء الغواصات الفرنسية في خطوة مفاجئة، ووقعت مع كل من واشنطن ولندن عقوداً جديدة للحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، وميزات أخرى يقدمها الثنائي بريطانيا وأمريكا لها؟.

البعض يعتقد أن ذلك لن يكون، وأن فرنسا ستواصل تحالفها مع واشنطن وتعود الى الصف الأمريكي. لكن تاريخ العلاقة الفرنسية مع كل من بريطانيا وأمريكا يشير الى أن الفرنسيين لم يكونوا يثقون بأمريكا وبريطانيا. ونتيجة للتنافس الفرنسي مع بريطانيا في المستعمرات بأمريكا، ساعد الفرنسيون الثوار الأمريكيين في حربهم ضد المستعمر البريطاني وساهموا في نيلهم استقلالهم، وهو أمر لم ينسه الآباء الأوائل للجمهورية الأمريكيه الفتية وقبلوا من الفرنسيين هديتهم (تمثال الحرية) الذي أقيم في نيويورك إلا أن بريطانيا تمكنت بدهائها من أن تكون أكثر قرباً من الأمريكيين بعد استقلالهم واستمر ذلك الأمر حتى اليوم.

وتقول صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أن بريطانيا سعت في وقت مبكر بلعب دور لإنشاء تحالف ثلاثي مع أستراليا وأمريكا، واستبدال الغواصات الفرنسية التي تعاقدت أستراليا عليها مع باريس والتي تعمل بالديزل والكهرباء بغواصات تعمل بالطاقة النووية وتكون جزءاً من الوجود الأمريكي في المحيط الهادي. وعندما استدعى الفرنسيون سفيرهم في أستراليا وأمريكا قال وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان في حوار مع القناة الفرنسية الثانية: إن سياسة لندن انتهازية: «نحن استدعينا سفيرينا (من واشنطن وكانبرا) لإعادة تقييم الوضع. ليست هناك حاجة لذلك بخصوص بريطانيا. نحن نعلم انتهازيتهم المستمرة.

لذلك ليست هناك حاجة لاستدعاء سفيرنا (من لندن) لشرح الأمر».

ومنذ أن غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي قبل 18 شهرًا وهي تبحث عن مكان لها في العالم، وأرسلت حاملة طائرات لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في مراقبة الصين ببحر الصين الجنوبي.

إلا أن العلاقات فيما بين أمريكا وفرنسا لم تكن جيدة في أغلب الأوقات، ويعود ذلك الى روح الاستقلالية التي يتميز بها الفرنسيون في علاقتهم مع أمريكا.

في عام 1966سحب الرئيس الفرنسي حينها شارل ديجول بلاده من حلف الناتو. وحين بدأ العمل لإقامة «الاتحاد الأوروبي» اعتقد الأمريكيون أن فرنسا تسعى لإغراء الدول الأوروبية للالتحاق بالاتحاد الجديد نكاية في أمريكا وإبعادها عن واشنطن، وعبروا عن ذلك في وسائل الإعلام المختلفة وبطرق شتى.

وعندما غزا الأمريكيون العراق استشاطوا غضباً من فرنسا ورئيسها، جاك شيراك، لمعارضتهم الحرب الأمريكية على بغداد وأدى ذلك الغضب الى مقاطعة أمريكية، غير رسمية، وتوقف الأمريكيون عن استيراد المشروبات والأجبان والملابس والعطورات من فرنسا وتوقف كثيرون منهم عن السياحة فيها.

بينما كان رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، في علاقة صداقة قوية مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، بل وصل الأمر إلى نشر جريدة لوموند القريبة من الحكومة الفرنسية في الثلاثين من أبريل 2003 ما قالت إنه سيناريو لحرب أمريكية محتملة على فرنسا.

حيث كان البيت الأبيض ومجلس الكونجرس ناقمين على فرنسا وموقفها من حربهم في العراق.

جريدة « الشرق الأوسط « كان عنوانها عن صفقة التحالف البريطاني - الأمريكي - الأسترالي: «بايدن يعيد رسم التحالفات في العالم».

فهل سيؤدي هذا الأمر الى ابتعاد باريس عن واشنطن؟، وما هي البدائل التي تتوفر للفرنسيين وسط الغزل الذي يمارسه الروس والصينيون تجاهها؟.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store