Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

الأمير الخالد...

A A
هاأنذا أقف مرة أخرى أمام لوحة رائعة، في تكريم يليق بتاريخ من الدهشة والجمال والحكمة.

أن تقف في تكريم شخصية كبيرة جدًا كصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، فهذا يعني أن يأخذك التاريخ من يدك، لتتجوّل معه في سيرة عاشت الجمال شعرًا، والإدارة حكمة، والسياسة سندًا، والحياة تاريخًا.

هاأنذا أنظر إلى المكرم كحواف قرص الشمس البازغ، أضع يدي على قلبي وكأني أمسك بعصفور على وشك الطيران.. كنت أنظر في الوجوه، فأرى ابتسامة موثّقة تكسوها، ثم تتساءل، هل وجد الأمير خالد الفيصل دائمًا لينثر الفرح، ويمنح الجمال؟ كانت ابنة أختي د. منال تقول إنه هو الأمير الشاعر، أو الشاعر الأمير، لا فرق، حيث تكون الحياة سيرة مجد، وسنّة إخلاص.. هو هكذا، ينثر البهجة أينما حل.. كان أشد ما أدهشها في التكريم الحماسة والحرارة من الحضور.. إنها حفاوة من أعماق النفس، قادرة على إحداث تأثير كهذا، قادرة على بعث ألف سؤال وسؤال!

ولأنها تعمل خارج الوطن، سألتني: «هل عادة يحتفون بكل المبدعين في بلادنا؟» أجبتها: «نحن في السعودية العظمى، نعيش دومًا في احتفالات، لأننا في تآلف وحب مع أنفسنا.. البعض يقول الحياة صعبة، وهذا ليس صحيحاً، فالحياة جميلة، تستحق أن تعاش».

إن تكريم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل احتفال بالحياة، احتفال بالجمال، احتفال بتاريخ وطن، ينمو بالعمل، فتحتضنه القلوب، ويغني لنا فنطير به هيامًا كما يجب أن نكون حين نحب الحياة.

في نهاية تكريم سموه من معهد العالم العربي في باريس كنت بعيدة عن منصة التكريم، واقفة في الظل، شابكة يدي وراء ظهري، أتشمس هيئته، وأتتبع أيقونة الشعر والحرف، وهو يغادر منصة التكريم، بينما الفيلم القصير يلخص «رحلة خالد الفيصل الخالدة».. إنها رحلة الحياة والإمارة والشعر والحرف والإبداع، رحلة ستظل دائمًا في كل تموّجاتها الزمنية رحلة نجاج وتألق، في وطن منحناه الحب فبادلنا إياه.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store