Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

إحياء الأمل يبدأ من حب العمل

الحبر الأصفر

A A
في أحد مسلسلات «نور الشريف» -رحمه الله- ؛ أراد ابنه أن يتزوج، وفي صبيحة اليوم التالي غاب الابن عن عمله، حيث كان يعمل لدى والده، حينها ترك الأب كل شيء في يده، وذهب لطرق باب منزل ابنه، وحين فتح الابن الباب قال الأب: (يا بني تذكر دائماً أن العمل أهم من المنزل، فلولا العمل لما وجد المنزل)..!.

إننا في أمس الحاجة لاستلهام وتدبُّر قيم العمل، وتذكير الناس بها آناء الليل وأطراف النهار، لأني أشاهد سخطاً كبيراً على العمل، يزداد يوماً بعد يوم، ولا سبيل لإزالة هذا السخط؛ إلا بعقد مصالحة بين العمل والعامل، وتطبيع العلاقة بينهما.. هذا التطبيع الذي يجعل الرجل يذهب إلى عمله سعيداً مسروراً، وكأنه ذاهب إلى موعد غرامي..!.

إن تنمية وتعليم وتدريب الناس على حب العمل؛ قضية مهمة يجب أن تقوم بها المناهج الدراسية، والبرامج التوجيهية، والوالدان في الأسرة، لذلك نجد هذه الحكمة؛ في ناصية من نواصي شيخنا «أبوسفيان العاصي»..!: فقد سأل أحدهم شيخنا: هل تحب العمل؟، فقال: نعم، أحب العمل، فقد علمتني أمي -حفظها الله- ذلك الحب، ولست مثل الرئيس الأمريكي الشهير «إبراهام لينكولن» الذي قال: (لقد علمني والدي العمل، ولكنه لم يعلمني حب العمل)..!.

إن حب العمل يجب أن ينطلق من الذات، لأن من يخلص في عمله؛ يريح ضميره، كما قال الشاعر القروي: تذوقت أنواع الشراب فلم يسغ بحلقي أشهى من حلال المكاسب ونمت على ريش النعام فلم أجد فراشا وثيراً مثل إتمام واجبي!

كما أن حب العمل واجب وفرض من الفروض الدينية، وفي ذلك يقول المصطفى -صلى الله عليه وبارك-: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، فالإتقان هنا يبدأ بالحب، وينتهي بالإخلاص، ومن المستحيل أن تتقن عملاً لا تحبه..!

حسناً.. ماذا بقي؟! بقي أن نذكر بحكمة أستاذنا الكبير «عباس محمود العقاد» حين قال: (لأنْ تشكو العمل خيرٌ من أن تشكو الفراغ)، لذلك كلما شعرت -عزيزي العامل- بالضيق من عملك؛ فتذكر العاطلين، وستجد أنك من المحظوظين، الذين يحبهم الله ورسوله، لأن خير الناس من أكل من عمل يده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store