واكب تأسيس مجلس الشورى.. تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله، جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
فقد افتتح جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مجلس الشورى وترأس الجلسة الأولى صباح يوم الأحد الموافق 17/ 1/ 1346هـ 1927م وقال «علينا اتباع ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنفيذاً لأمره سبحانه وتعالى حيث قال (وشاورهم في الأمر)، ثم قال: «ولو لم يكن من مصالح الشورى إلا إقامة السنة وإزالة البدعة لكفت» .
وظل اهتمام جلالته في دعم مجلس الشورى للرسالة التي يضطلع بها في مسار النهضة وتطوير البلاد دائباً وحثيثاً، وقد سار مسيرته واقتفى أثره أبناؤه الملوك البررة من بعده، فاهتموا هم أيضاً بتعزيز كيان هذا المجلس لتحقيق الرسالة السامية المنوطة به في خدمة الأمة والوطن (إنجازاً.. ونهضة).
ولعل من تابع ويتابع مسيرة مجلس الشورى منذ تأسيسه والإنجازات الباهرة التي حققها خلال الفترة الماضية حتى الآن يجد أنه قد قدم في مجال تخصصه جهوداً إذا ذكرت شكرت.
ومن الدلائل على ذلك التقرير الإخباري الذي بثته وكالة الأنباء السعودية قبل أيام وتناقلته الصحف المحلية ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، بعنوان (الشورى يعيد تكوين لجانه وتسمية أعضائها ورؤسائها ونوابهم) حيث أعاد المجلس في جلسته العادية (46) من أعمال السنة الأولى للدورة الثامنة التي عقدها افتراضياً برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور/ عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ تكوين لجانه المتخصصة ومسمياتها واختصاصاتها، وكذلك تسمية أعضائها ورؤسائها ونوابهم لأعمال السنة الشورية الثامنة من الدورة الثامنة).
وينبثق هذا الإجراء الموفق من المصلحة العامة التي يخطط لها المجلس وتتفق ونهضة البلاد من حيث التغيير والتجديد وفقاً لمقتضيات العصر ومتطلبات المرحلة (أداءً.. وإنجازاً).
إن مجلس الشورى يسهم إسهاماً فاعلاً في نهضة البلاد وتطويرها وتنميتها من حيث متابعة ودراسة الأنظمة واللوائح التي ترتكز عليها مسارات النهضة في شتى مجالات الحياة، وتقديم الدراسات والمشورات الفاعلة التي تبنى عليها أسس وخطط النهضة نحو اللحاق بركب الدول المتقدمة على كافة الأصعدة على أسس متينة ومرتكزات ثابتة هادفة الرؤى والمدلول، بدعم وتوجيه ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-.
وحتى يطلع المواطن على ما يؤديه هذا المجلس من جهود وإنجازات وطنية أتمنى ومعي الكثيرون أن يصدر مجلس الشورى الموقر في نهاية كل عام (كتاباً) يحتوي على هذه الإنجازات يكون في متناول أيدي القراء والباحثين والدارسين على حدٍ سواء يباع في المكتبات ووسائل الإعلام بأقيام مناسبة، ففي المجلس من الكفاءات من بوسعهم تولي وإصدار مثل هذا العمل بكل خبرة واحترافية، وسيعطي ذلك صورة ناصعة لإنجازات هذا الجهاز وما بذله ويبذله من جهود دائبة وحثيثة سابقاً ولاحقاً في خدمة الأمة والوطن. وبالله التوفيق.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
