Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

صحة الفرد قبل العمل

أمل وعمل

A A
بعض الأعمال والوظائف ليس لها وقت ثابت فالعمل فيها يكاد يكون على مدار الساعة خصوصاً إن كانت مرتبطة بخدمة يتم توفيرها ليلاً ونهاراً، مما يشكل عبئاً كبيراً وإرهاقاً نفسياً وعصبياً على بعض العاملين في تلك المجالات وقد يؤثر على صحتهم أو علاقاتهم الأسرية على المدى البعيد.

ينصح بعض خبراء الموارد البشرية والعاملين في المجال الصحي أن يحرص أولئك على الهدوء وأن يتحلوا بالصبر وأن يتجنبوا القلق والمخاوف وأن يحرصوا على وضع حدود واضحة بين العمل وبين حياتهم الطبيعية حتى لا تسيطر ساعات العمل على حياتهم ولا تستولي على أعمارهم ولا تستهلك صحتهم، فالفصل بين ساعات العمل وبين شؤون الحياة الأخرى أمر ضروري ولا يمكن تخفيف تلك الضغوط النفسية والعصبية دون ذلك الفصل.

بعض الموظفين قد يلجأ للقيام بوضع الهاتف المحمول في وضع الطيران بعد انتهاء ساعات العمل كحل لتجاوز تلك الضغوط النفسية ولكن هذا الأمر قد لا يروق لبعض المديرين ممن يعتقدوا بأن الموظف يجب أن يكون رهن إشارتهم في أي وقت.

وبعض الموظفين قد يكون ممن التحق بالوظيفة مؤخراً تجده يتردد في الاعتذار عن الرد بعد نهاية الدوام أو إغلاق جواله خوفاً من أن يخسر وظيفته أو أن يترك انطباعًا عند مديره بأنه غير متعاون أو ليس لديه اهتمامًا أو حبًا للعمل ولذلك تجده يعمل على مدار الساعة كسباً لرضاهم ويخاطر بصحته ويضحي بوقته مع أسرته في سبيل المحافظة على وظيفته، وبعض المديرين للأسف لا يقدر هذا الأمر فالمهم بالنسبة له هي مصلحة العمل والتي هي مقدمة على أي أمر آخر.

العمل بجد واجتهاد وتفاني أمر مطلوب ولكن لا يعني إهلاك النفس، فلكل شيء وقت وإن -لا سمح الله- تدهورت صحة الموظف فلن ينفعه الآخرون.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store