Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

ماذا بعد (كورونا)..؟!

صدى الميدان

A A
* جاء إعلان وزارة الداخلية بتخفيف بعض الإجراءات المتبعة في ظل جائحة كورونا بمثابة البشارة بقرب الخروج من هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة، التي سجلت فيها أجهزة الوطن وإداراته، حضورًا عالميًا منافسًا في مدى التعاطي مع هذه الجائحة بما يجب، منطلق ذلك ما يحظى به المواطن من مكانة جعلت منه موضع الأولوية في العناية والاهتمام.

* مصداق ذلك ما يرويه كل من قُدر له السفر خارج الوطن، ورأى كم هو الفرق شاسع بين الاهتمام هنا، والاهتمام هناك، هذا الانطباع ليس بالجديد بل هو إرث تراكمي منذ أن قام هذا الكيان العظيم، أقول ذلك والمتتبع للأحداث من حولنا يجد واقع الحال هناك بما يمثل أزمة تلد من رحم أزمة، بينما يحظى المواطن والمقيم هنا بما نعيشه اليوم من قرب انفراج هذه الأزمة، ولاشك أننا لم نصل إلى هذه المرحلة إلا من خلال ما تم من إجراءات هدفها حماية (النفس) الثروة الأهم، والأغلى في هذا الوطن الأغلى.

* وعليه فإن من المهم مواصلة المسير استجابة لكل ما يتخذ من إجراءات، والتعاطي بروح المواطن المسؤول الذي كان لوعيه، وإحساسه بأهمية دوره في إنجاح تلك الجهود العظيمة الأثر الكبير في الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم من واقع انحسار هذا الوباء، وبشارة العودة إلى الحياة الطبيعية، التي تُجمع كل المعطيات أنها بتوفيق الله ليست عنا ببعيد، المهم ألا يحصل الاندفاع غير محسوب العواقب، ذلك الاندفاع الذي أكد عليه بيان وزارة الداخلية من أن الوضع تحت الرصد، والتقييم الآني، وبما يجعله مفتوحًا على كل الاحتمالات باتخاذ ما يلزم من إجراءات في حينه.

* وفي ذلك رسالة يقرأها الجميع من أن كورونا ومتحوراته لم ينته، وأن الوضع لازال في دائرة الخطر، وحتى يتم الوصول إلى نصر: (رمي الكمامات)، فمن الضروري الاستجابة التامة لكل التوجيهات والإجراءات، وصولًا إلى هدف الشفاء التام، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تعاون الجميع، واستحضار الوعي، والتعامل بمسؤولية مع ما تم إقراره من تخفيف لبعض الإجراءات، فأخطر ما يمكن أن يعيد الوضع إلى صورته (الأولى)، هو تخلي البعض عن القيام بدوره، في وقت يجب أن يحضر، وبكامل الوعي والمسؤولية.

* أقول ذلك مشفوعًا بكل معاني الشكر، والثناء، والتقدير لما تم من جهود، أوصلت الوطن إلى هذه المرحلة من الابتهاج، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله-، وجميع الوزارات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة وجيشها الأبيض، مع التأكيد على أننا وإن عشنا تجربة مريرة في ظل جائحة كورونا، فإننا قد خرجنا بالعديد العديد من الدروس، والمبادرات، بل والمكتسبات، التي يجب أن نعززها بالمزيد من الوعي، المزيد من الحرص على ألا نفقدها، أقول ذلك وكأني بها قد بدأ يدب في جسدها شعور الوجل والخوف، وبما يدفعها أن تقف واضعة يدها على قلبها؛ لتطرح على الجميع تساؤل: ماذا عني بعد كورونا، وهل سأموت بموته؟!.

وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store