Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

الخبرة والطريق (المسدود)..!

صدى الميدان

A A
* يتفنن القطاع الخاص في وضع الشروط التعجيزية أمام أبناء الوطن، تلك الشروط التي تمثل في مجموعها مخالب من حديد لواجهة (ترحاب) ظاهرها الرحمة، وباطنها العين الحمراء، والنتيجة رحلة من العناء يبحث فيها أبناء الوطن بين ردهات القطاع الخاص عن مرفأ حلم يُسمى (الأمان الوظيفي) يسمعون به، ولا يرونه.

* الأمان الوظيفي الذي هو الفارق الكسب بين نهار الوظيفة الحكومية، وسرمدية ليل وظائف القطاع الخاص، في ظل ما يمارس فيه من أنواع الاضطهاد، الذي يمارسه المدير الأجنبي تجاه الموظفين من أبناء الوطن، مما أفرز صوراً متعددة من المثلث المقلوب، والصورة المعكوسة، بين من جاء باحثاً عن المنفعة، فخرج مطالباً بسداد مستحقات الشرط الجزائي، وحصيلة من الديون جراء راتب يصل إليه بعد عبوره على سير (القصقصة)؛ ليصل إليه الصافي بما لا يسد رمقه، ومن يعول.

* كل ذلك يحدث، وحسب النظام، فهذه دقائق تأخير، وهذه للزي، وتلك للتارقت، والحبل على الجرار، والموظف الغلبان ليس له قدرة على الاعتراض، لأنه يعرف مصيره فيما لو فكر في أن يمتطي صهوة لسانه أو أن يظهر أي اعتراض على تلك السياسة، ففصله لا يعني شيئاً عند الإدارة، ولكنه يعني له كل شيء، حيث التساؤل (وين أروح) فسعيد كما يقال أخو مبارك، كما هو الانطباع السائد، الذي رسخته تجارب أبناء الوطن مع القطاع الخاص.

* قد يقول قائل له أن يرفع شكوى، ويسلك المسلك النظامي، ويأخذ حقه كما يقرره النظام، وهذا توجيه لا غبار عليه، ولكنه مشوار شاق، وطويل أمام فرد يواجه كيانًا تجاريًا، حيث تظهر المعادلة عدم التكافؤ، ومن جميع المعطيات، وهو ما يعني أن القبول بالأمر الواقع هو الاختيار المنطقي، الذي يفرض على ذلك الموظف الاستمرار رغم كل الضغوط، تحت ذريعة عصفور في اليد خير من سرب على الشجرة أو تقديم الاستقالة، وبدء مشوار جديد من معاناة: سجل في الموقع، وبنتصل عليك!

* هذا وما يصحب ذلك من نفض المحفظة، في ظل توقف ذلك الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي يحدثه تنبيه رسالة (تم إيداع الراتب)، وفي نفس الوقت مطالب الحياة لا تتوقف، ومن لديه أسرة فالمعاناة مهما كُتب عنها فإنه لن يصل إلى ذلك الوصف، الذي يفي بصورة واقع، أصدق من يعبر عنه من اكتوى بناره.

* ثم يأتي من يرمي على أبناء الوطن التهم جزافاً، وأنه ليس لديهم طول النفس في مجاراة واقع القطاع الخاص، والوفاء بمتطلباته، وهي تُهم أثبت أبناء الوطن بطلانها و(سيرهم الذاتية) متخمة بمحطات كثيرة عبروا من خلالها ولم يجدوا فيها الاستقرار، والأمان الوظيفي، الذي ينشده كل موظف، في وقت من مارس عليهم كل أصناف (التطفيش) بالأمس فأجبرهم على ترك وظيفته، نجده اليوم يطرح إعلاناً وظيفياً يعنونه بـ(للسعوديين فقط) لا ويشترط فيه الخبرة، التي يعلم هو وأمثاله أنهم من يقف خلف طريقها المسدود، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store