Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

المتلونون في مجتمعنا

A A
بعض الأشخاص في مجتمعنا ممن يكونون أحياناً في دائرة الأسرة أو العمل لا تعرف لهم منهجاً محدداً ولا لوناً واضحاً ولا مبدأً معيناً، فهم يجيدون اللعب بالمشاعر ويحترفون التلون بكل ألوان الطيف وأشكاله وفق ما تمليه الظروف ويعتقدون أن ما يقومون به مهارة وحنكة وإن كان فيه غدر وخيانة وخداع وزيف، فهدفهم الأسمى هو السعي خلف ما يساهم في تحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية.

عادة ما يكون لهؤلاء المتلونين حضور في المجتمع بشكل عام وفي الساحات الإعلامية بشكل خاص مما يساعد في التسويق لشخصياتهم بمهارة وتقديم أفكارهم المشبوهة والتي قد تلقى التأييد والدعم من البعض سواء بقصد أو بغير قصد، فهم يجيدون ركوب الأمواج ويقولون ما لا يفعلون ويحضرون المناسبات المختلفة ولكن بعد وضع أقنعة مختلفة على وجوههم البشعة ليخفوا ما يظهر فيها من حقد وحسد.

التصريح الأخير الذي صدر من وزير الإعلام اللبناني ومقدم البرامج التلفزيونية الشهير في بعض القنوات الخليجية جورج قرداحي وما تضمنه من آراء سياسية منحازة ومنحرفة عن نطاقها الصحيح ومجحفة بحق ثوابتنا وتضحياتنا ومواجهتنا اليومية للاعتداءات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وإساءة لدول خليجية كان يعمل فيها لسنوات طويلة وينهل من خيراتها، يقدم نموذجاً واضحاً لأولئك المتلونين الذين يتجاهلون الحقيقة التي تظهر ساطعة كالشمس ويغيرون مواقفهم وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ومعتقداتهم.

لنحذر من أمثال هؤلاء المتلونين الذين يقتربون بكل مهارة واحترافية وأحياناً بأساليب تبدو وكأنها عالمية ليستغلوا بعض الاحتياجات فيمتصوا خيرات الوطن وينهبوا ثرواته وعندما يكتفون من ذلك ويحققون أهدافهم يعودون إلى جحورهم ليهاجموا مَن أطعمهم وآواهم.

أمثال هؤلاء لا يمكن في يوم من الأيام أن تتوقع منهم أمراً إيجابياً لا لأنهم جُبلوا على ذلك فقط بل لأنهم جسَّدوا مفهوم اللؤم ونكران الجميل والتمرد على من أحسن اليهم، فعلينا الحذر منهم وإبعادهم عن مجتمعنا وعدم التعامل معهم بأي شكل كان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store