Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

قرداحي (الوجه الآخر)..!

صدى الميدان

A A
* من لم يتعلم من تجاربه المؤلمة، فإنه يرفع احتمالية تكرار تلك التجارب، ولكن بوقع أكثر إيلاماً عليه، ومن يتعامل بالطيبة على طول الخط، فإنه سيدفع الثمن غالياً عندما يصطدم بحقيقة أنه (صنع المعروف في غير أهله)، هكذا تقول تجارب الحياة، وهكذا يتحدث الواقع عندما تتجلى الحقائق بلسان حال الندامة: وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني!

* إلا أن تلك التجارب على ما فيها من ألم وقسوة، فإنها وإن تكرر التعامل معها على طريقة: مرت ولا حتى تلتفت، فإن يوم (الإفاقة) قادم ولو تأخر، وغضبة الحليم تتأخر ولكنها عندما تقع فإنها لا تبقي ولا تذر، حيث لا مجال أمام هذا العالم المتشبع بسطوة (المصالح) إلا أن يكون التعامل معه من خلال التعامل مع كل حسب حجمه، وأن ترك (الحية) تموت في البرد القارس أولى من أن يكون ثمن (دفؤها) حياتك.

* أقول ذلك وهذا جورج ولد القرداحي يكشف القناع عن وجهه الآخر، الذي لم أتفاجأ به أبداً، فما فعله اليوم فعله غيره من قبل، وسوف يفعله آخرون بعده، في سيناريو معتاد لا جديد فيه سوى أنه يعلن عن (سقوط) اسم جديد، وإلا فإن نغمة الجحود، والنكران تكاد تكون سمة غالبة على واقع كل من جاء إلى هذا الوطن (حافياً) أو قل (نكرة) فاكتسب التعريف، بعد أن فتح له الإعلام قنواته، وأغدقت عليه المحطات بما لم يكن في حسبانه، ولأن العرق دساس فكل ذلك ليس له عنده أي اعتبار، ففي لحظة ستذوب كل تلك المساحيق عن الوجه الآخر (القبيح).

* ثم يأتي التباكي (التويتري) المعتاد بما يُشعر المتابع أن في الأمر (مفاجأة)، بينما سهام الجحود والنكران تقول وبالفم المليان: إلى هنا وكفاية، فلا معنى للاستمرار في نهج ثقة تُمنح باتجاه لم يعد علينا منه سوى المزيد من طعنات الظهر من أناس تجاوزناهم (تنمية وتطوراً وحضوراً عالمياً)، ومع كل ذلك لازالوا ينظرون إلينا من علو، هذا وهم يتجرعون مرارة واقع (ما تحت الحديدة)، ولكنهم يتعاطون تلك النظرة بأثر رجعي، ربما لأنها (المُسكن) الأكثر فاعلية فيما يعانونه من عقد النقص.

* وعليه فإنه وبعد أن (شبعنا) من (إخواننا) عرب الشمال والجنوب جحوداً ونكراناً، فإنه حان الوقت لأن نرجح 1% عندما يتعلق الأمر بشك يساورنا في منح الثقة لأي أحد، ومن يتراءى لنا أنه يقف اليوم في صفنا، وليس لديه من بضاعة سوى بذاءة لسانه، وعبارات مديحه، وإتقانه لدور (تمثيله) فقد حان الوقت لذلك التعامل الحذر، لا لشيء ولكن (وقاية) من أن نعود لذات مرارة كأس جحود ونكران القرداحي ومن سبقه.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store