Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

اقتصاديات مبادرة السعودية الخضراء

A A
تناولت في مقالتي الأسبوع الماضي نهاية عصر سيارات الوقود والتحول إلى السيارات الكهربائية وذلك للتخفيف من التلوث البيئي وتأثيره السلبي على صحة شعوب العالم، ومع الإعلان عن مبادرتي «السعودية الخضراء» ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أعلن عنهما الأمير محمد بن سلمان ولي العهد اللتين حظيتا بتفاعل عالمي إيجابي كبير والتي تشمل العديد من المشاريع من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية لتحويل الصحراء إلى أراضٍ خضراء خلال العقود القادمة مما يمثل زيادة المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا، والذي سيسهم في حماية الأرض ومكافحة التصحر والحد من العواصف الرملية وتحسين جودة الهواء وتحقيق الاستدامة في المملكة لتصبح رائدة على المستوى العالمي.

إن القطاع الزراعي يساهم بشكل كبير في تحقيق رؤية المملكة 2030 حيث يعتبر أهم الأسس للأمن الغذائي واستقرار أسعار المنتجات الغذائية في المملكة، ونظرًا لكبر حجم الاحتياج المحلي لبعض المنتجات الزراعية والتي تعتبر من الواردات الأساسية للاحتياجات الاستهلاكية والتي تكلف المملكة مبالغ طائلة، حيث توضح التقارير أن السعودية تقع ضمن قائمة أكبر 20 دولة مستوردة لزيوت الطعام في العالم، حيث تتجاوز فاتورة استيراد السعودية من زيوت الأطعمة 1,2 مليار ريال، وتحتل إندونيسيا المركز الأول من بين الدول الـ15 الأكبر تصديرًا للزيوت الى المملكة تليها ماليزيا، التي تعتبر مصدرًا عالميًا لزيت النخيل وتحصل السعودية على 2% من صادرات زيت النخيل الماليزي، ففي عام 2020م استوردت المملكة ما يزيد عن 300 ألف طن بما يقارب 218 مليون دولار، مما يدفعني إلى الاقتراح بالتركيز في مبادرة التشجير على زراعة الأشجار المثمرة وبالأخص شجر النخيل لإنتاج زيت النخيل، ومضاعفة زراعة شجر الزيتون في منطقة الجوف وتبوك وحائل لإنتاج زيت الزيتون حيث تنتج المملكة حاليًا 20% فقط من استهلاكها بينما تغطى كمية الاستهلاك المتبقية من الاستيراد فتستورد ما يقارب 30 ألف طن من زيت الزيتون سنويًا.

أما عن استيراد البن فتتصدر المملكة قائمة أكبر مستوردي البن الإثيوبي في العالم، ويقدر حجم سوق القهوة بالمملكة حوالى 6 مليارات ريال سنويًا، مما يستدعي التركيز على مضاعفة الإنتاج المحلي من البن وزراعته في الطائف والباحة وعسير وجازان حيث هناك البيئة الملائمة لزراعته وإنتاجه.

أما بخصوص استيراد الفواكه والخضار فتبلغ قيمة الواردات حوالى 8 مليارات ريال سنويًا، إن أكثر أنواع الفواكه استيرادًا هو البرتقال والعنب والكرز والتفاح والكمثرى والموز فيما أكثر الدول التي تستورد منها هي: مصر وجنوب أفريقيا وتركيا وغيرها، وأكثر أنواع الخضروات استيرادًا هي الطماطم والفول والبصل والثوم والتي يتم استيرادها من مصر والأردن والهند وتركيا.

وإذا جاز لي الاقتراح فإنني أقترح ربط خطة التشجير بالشجر المثمر ذي العائد الاقتصادي وبهذا نكون قد حققنا هدف محاربة التصحر لحماية البيئة وتحقيق هدف الأمن الغذائي للوطن، وضمان عوائد اقتصادية تسهم في زيادة الناتج المحلي وزيادة نسب تشغيل العمالة الوطنية ونمو المؤسسات الصغيرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store