Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الصراع اليمني والحسم المطلوب

A A
الحروب مهما كانت أسبابها ومبرراتها من أقسى وأبشع تجارب الإنسان، والمجتمعات التي تجد نفسها مضطرة لها تخرج منها حاملة شعار لا عودة مرة أخرى، إلا إن بعض المناطق ابتليت بجوار غير مدرك لأبعاد مآسي الحروب وتداعياتها وما تخلفه للأجيال اللاحقة. أطماع الاستعمار والهيمنة الإمبريالية جرّت العالم لحربين عالميتين أدتا إلى تطور آليات القتل والدمار الشامل، وبعد ستين عامًا مازال العالم يعاني من تبعاتها وآثارها السلبية.

والصراع يعبر عن فشل الإنسان في الاستفادة من تجارب الماضي ونبذ شهوة السلطة المقيتة التي أصبحت غريزية في بعض المجتمعات المتخلفة يصاحب ذلك توفر السلاح والأعداد لخوض معارك تنتهي بالفشل الذريع وكأنها مصابة بحب الانتقام من ذاتها بين قاتل ومقتول.

الحرب ضد العدوان على الشرعية في اليمن طال أمدها والحوثي وأعوانه في إيران وغيرها من جيوب أعداء الأمة العربية وليس مجرد ضد دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص تدفعهم إيران وتدعمهم بشتى الوسائل لينفذوا أجنداتها الساعية للهيمنة على المنطقة.

وبرغم ما تلقته المملكة من اعتداءات غاشمة بوساطة صواريخ الاسكود والطائرات المسيرة بدون طيار على الأعيان والمدن المجاورة لليمن إلا أن قيادة قوات التحالف تعاملت معها بصبر وحكمة تجنبًا لما قد يحصل من أضرار بالمواطنين الأبرياء بعكس ما فعلته ومازالت تفعله مليشيات الحوثي بالشعب اليمني بدون أي مراعاة للعوامل الإنسانية التي تضرب بها إيران ومليشيات الحوثي عرض الحائط.

والأسئلة تتابع إلى أين ومتى يقف نزيف الصراع اليمني؟ لأن الخاسر في المقام الأول شعب اليمن المغلوب على أمره ولا أحد يستطيع أن يبرر ذلك الصراع إلا أنه جريمة ترتكب في حق اليمن الذي اغتصبت شرعيته وشُردت حكومته وسلبت أمواله ومنعت عنه المساعدات الإنسانية بسبب فصيل مفتون بحب السلطة بحجج واهية لا مكان لها في العصر الحاضر والمستقبل مثل الانتماء الباطل لولاية الفقيه التي يتزعمها نظام إيران المتمرد على كل الأعراف والقوانين الدولية ويمتهن مقدرات الشعب الإيراني ويصدر الإرهاب لدول الجوار ولا بد له أن ينتهي مصيره الفاشي ويذهب إلى مزبلة التاريخ.

الموقف الدولي من خلال مجلس الأمن كان ولازال مع الأسف فاشلاً.. نعم فاشل في التعامل مع القضية اليمنية برغم كل قراراته التي لم تر التنفيذ وممثلو الأمين العام ضيعوا الوقت والأموال في جولات مكوكية بدون أي نتيجة تعود على الشعب اليمني بالنفع وحتى المعونات الإنسانية لم تستطع إيصالها لمستحقيها لأن مليشيات الحوثي تعترضها وتنهبها وتتصرف فيها كيف تشاء.

وفي الختام لقد قيل الكثير ولا زال الصراع اليمني مستمراً والحسم بات مطلباً ضرورياً.

ولعل الزخم والتحركات الأخيرة من قبل جيش الشرعية ودعم قوات التحالف لإنقاذ مأرب والحُديدة من قبضة الحوثيين تأتي بنتيجة مثمرة وحاسمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store