Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

لماذا عالمنا العربي «مستهدف»؟!

A A
لو رجعنا إلى الوراء قليلاً سوف نجد أن عالمنا العربي تعرض، منذ «فقط» مجيء الهالك الخميني للسلطة في إيران، عام 1979م، إلى تدمير ممنهج ومدروس ومخطط له بعناية من قبل الغرب والشرق، هذا «الاستهداف الممنهج» هو محور مقالنا لهذا الأسبوع. الخميني جاءوا به من منفاه في باريس لكي يسلموا له ليس فحسب إيران بل وعالمنا العربي، على طبق من الذهب، ليفعل بنا الخميني ما يشاء. بداية الثمانينيات هي بداية «الاستعمار الجديد» لعالمنا العربي، ولكن «هذه المرة» ليس بالجيوش والاحتلال العسكري الأجنبي، بل باستخدام «الفرس» لكي يكونوا أداتهم المفضلة في هذا الاستعمار الجديد، فأدخلوا العراق بحرب أستمرت ثماني سنوات، بدأت في 22 سبتمبر 1980م، وانتهت في 20 أغسطس 1988م، أطلقت عليها الحكومة العراقية «قادسية صدام»، وإيران أطلقت عليها «الدفاع المقدس»، ووضعت الحرب أوزارها بدون انتصار أي طرف، خلّفت الحرب مليون قتيل، وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي»المصدر ويكيبيديا».

لاحظوا، ياسادة، «شخصان فقط» فارسي «الخميني»، وعربي «صدام حسين» قضيا على جيشين كبيرين، وخسائر بلغت 400 مليار دولار، ومليون قتيل. ثم استمر سيناريو الاستعمار ليدفعوا بصدام حسين لاحتلال الكويت، والذي بدأ في 2 أغسطس 1990 وحتى فبراير 1991، والخسائر العربية بسبب صدام هي «مليون وسبعون ألف قتيل، وثمانون ألف أسير، و75 ألف جريح.. (ويكيبيدبا»>وتشير صحيفة «الإندبندنت عربي» إلى أن حجم الخسائر المادية، في تحرير الكويت، بلغت 620 مليار دولار أمريكي؟! إضافة إلى تدمير البنى التحتية للعراق والكويت. بعبارة أكثر دقة أكثر من «تريليون دولار» خسائر حربين؟! ثم أتى احتلال العراق، وهنا انفردت به أمريكا في العراق، واحتلته بكل سهولة، وبدون مقاومة تذكر، ليسلم بعدها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما العراق لإيران لإكمال مشوار تدمير العراق من خلال إنشاء الهالك «قاسم سليماني» لوكلاء حرب له في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وتم ذلك!، ثم انتقلنا «لفزاعة الملف النووي الإيراني» لإخافة وابتزاز عالمنا العربي بشكل عام، ودول الخليج العربي بشكل خاص، مع العلم أن الغرب والشرق وقبلهما إسرائيل، لن يسمحوا لإيران بامتلاك أسلحة دمار شامل. ثم أتى «الربيع الغربي» وليس «العربي» لكي يدمر سوريا وليبيا واليمن وتونس والسودان، ومصر، ولكن هذه المرة بقيادة «جماعة الإخوان الإرهابية»، والتي هللت وباركت هذا الربيع الغربي في عالمنا العربي، لكي تحتل هذه الجماعة الإرهابية مصر بزعيمها الإخواني «مرسي» لتدمير أقوى دولة عربية «مصر»، وقلب الأمة العربية النابض، فوقفت السعودية العظمى مع مصر العظمى، وأفشلت خطط جماعة الإخوان، وربيعها الغربي المدمر، كما أن تونس بقيادة رئيسها البطل «قيس سعيد»، ودعم العرب له ليقوم بطرد جماعة الإخوان في تونس، ممثلة بحركة النهضة ورئيسها «راشد الغنوشي»، وكذلك في السودان تم إسقاط حكم الإخونجي «عمر البشير»، وكذلك في المغرب تم التخلص من حكومة الإخوان عبر صناديق الانتخابات، ثم تأتي تركيا لتأخذ دورها لتحتل أراضي سورية وعراقية، وتقوم بقطع مياه نهري دجلة والفرات عن العراق وسوريا، ثم تقوم بعد ذلك بإرسال مرتزقة لليبيا من أجل تدمير ليبيا عن طريق جماعة الإخوان الإرهابية، لكي تقف مصر العظمى في وجهها وتقول إن مصر لا تسمح لكائن من كان بتدمير دولة عربية «ليبيا»، فهذا تهديد مباشر وصريح للأمن القومي المصري والعربي. إذن «إيران»هي من استُخدمت لتدمير عالمنا العربي بوكلاء حربها، وتركيا، وجماعة الإخوان الإرهابية.

نختم بالقول أن عالمنا العربي مستهدف بسبب تناحر «البعض» من أنظمة الدول العربية مع بعضها البعض، فأصبحت تخطط لتدمير بعضها، وتركت «استعماراً جديداً» يعيث في أرضنا العربية فساداً ليطبق مقولته «فرق تسد» بكل «أريحية». ولذلك علينا أن نتحد ونتكاتف ونتعاون، ونرمي خلافاتنا وراء ظهورنا، وأن نهتم بتنمية أوطاننا، ونحترم شعوبنا وإلا «فإن الحبل على الجرار».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store