Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

محادثات (فيينا) إيران تلعب على الوقت برفع العقوبات أولاً.. أو لا حل!

A A
لا شك في أن إحياء الاتفاق النووي الذي تعطل منذ الانسحاب الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي السابق (ترامب) والعودة إلى الالتزامات السابقة بات يمثل ضرورة قصوى أكثر من أي وقت مضى، ومع هذا فإن هناك الكثير من العراقيل التي تقف في وجه هذا الاتفاق استجدت لاحقًا، فحسب تصريح لكبير المفاوضين الإيرانيين (علي باقري) بأن بلاده قد اتخذت خيارها، وأنه يجب على الغرب أن يدفع ثمن عدم الالتزام بتعهداته في الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن بلاده لا تخضع للتهديد العسكري ولا للحظر.. بمعنى آخر فإن الإيرانيين لديهم هدفان في هذه المرحلة من المفاوضات، الأول هو إلغاء إجراءات الحظر كافة، والثاني هو تسهيل الاستفادة من العلوم النووية.

وكما سبق وأن أشرت في مقال سابق لي بعنوان (الماراثون الإيراني الأمريكي في مضمار فيينا) بأن الإيرانيين يعملون على كسب الوقت ما أمكنهم ذلك للتقدم في عملية التخصيب عبر شروطهم التعجيزية وتصريحاتهم المتناقضة، ففي الوقت الذي صرح فيه مندوب الولايات المتحدة (روبرت مالي) بقوله (إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها ثم تعود وتقول إنها تريد شيئًا أفضل فلن ينجح ذلك وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما لدينا لعدم حدوث ذلك).

ليست هي الولايات المتحدة فقط التي تطالب بإجراء تعديل على الاتفاق السابق، فمن أهم أسباب فشل الاتفاق السابق هو أنه استبعد دول الخليج تمامًا في المفاوضات والتوقيع والإعلان، وهو ما قد يتكرر في هذه المحادثات إن لم تتم مشاركة هذه الدول، وقد سبق لمجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر نوفمبر الماضي أن شدد على أهمية أن تكون الدول الأكثر تأثيرًا بالتهديدات الإيرانية طرفًا أصيلاً في أي مفاوضات دولية حول برنامج إيران النووي ونشاطها المهدد للأمن في المنطقة، فالمفاوضات مع إيران يجب أن تشمل أشياء أخرى غير ملفها النووي، مثل برامجها الصاروخية وسلوكها في المنطقة.

لقد استبق الإيرانيون هذه الجولة الجديدة من المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي برفض طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من أنشطة ورشة تجميع أجهزة الطرد المركزي، حيث ترى أن هذه المنشأة غير مشمولة برقابة الوكالة، واكتشفت الوكالة الدولية بأن الإيرانيين قاموا بعمليات تخريب في مجمع (تيسا) في (الكرج) ودمروا كاميرات الوكالة الدولية في هذا المجمع المتخصص في تصنيع أجزاء من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، كما أن اللقطات التي صورتها تلك الكاميرات المدمرة مفقودة.. ولا أعتقد أن إيران جادة في الوصول إلى اتفاق جديد، يتضح ذلك في بعث وفد يضم أربعين شخصًا، بل تسعى لشراء الوقت لتفاجئ العالم بأنها أصبحت دولة نووية كما فعلت كوريا الشمالية من قبل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store