Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

طهران: منشآتنا قائمة وتعمل ولا نلتفت للتهديدات!!

A A
وانتهت سابع جولة من مفاوضات (فيينا) لإحياء الاتفاق النووي بالفشل الذريع بعد أيام على استئناف المسار السياسي بين إيران والدول الكبرى، وهذا كان متوقعًا، لأن طهران تتخذ موقفًا مدمرًا في المفاوضات النووية، وتنتهك كل التسويات الصعبة التي تم الاتفاق بشأنها كنتيجة لأشهر عديدة من المفاوضات مما يصعب معه سد الفجوات الجديدة في إطار زمني واقعي بناء على المسودات الإيرانية، كما تسعى إلى محاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في كل اجتماع يتم حول هذه المسألة، وانقلبت على كل الأسس التي قامت عليها المفاوضات الستة الماضية، حيث أعلن (باقري) أن كل ما تم الاتفاق عليه سابقًا مسودة خاضعة للتفاوض، وذلك يعني أن طهران تعطي لنفسها حق النقض لكل ما تحقق.

هم مدركون إلى أن كسب الوقت أوصلهم إلى استخلاص أولى كميات من اليورانيوم (235) المخصب بدرجة نقاء (6%) وفي طريقها للقفز بنسبة (90%) المطلوبة لتطوير أسلحة نووية، كما دشنوا رسميًا سلسلة من (144) جهاز طرد مركزي في منشأة (نطنز) النووية قبل ستة أشهر، ولا يمكنها التراجع عن هذه المكاسب وهي على وشك الانتهاء من صناعة قنبلتها الذرية، وأعلنت بأنها لا تخشى التهديدات ومنشآتها قائمة وتعمل، ولها تجارب عديدة مع التهديدات التي لم تنفذ ضدها، ولعلنا نتذكر جيدًا التجربة التي أجرتها إيران عام 2019 -رغم الحظر- لإطلاق صاروخ عابر يتجاوز مداه (1359) كيلومترًا، ولم تواجه بأي رد فعل حقيقي، ولم يصدر من مجلس الأمن سوى تنديد بالتجربة جاء على شكل استحياء، ولم تعتبره استخفافًا بالقوة التي فرضتها المنظمة الدولية على برنامج طهران الصاروخي.

والحقيقة أن مسؤولين إيرانيين أبدوا تشاؤمهم قبل الاجتماع الأخير بقولهم إن احتمال فشل المفاوضات وارد أكبر من فرص نجاحها، فإيران تراهن على نفوذها لتخفيف واسع للعقوبات مقابل قيود على التكنولوجيا الذرية المتقدمة الخاصة بها، لاسيما وإن منشآتهم قائمة وتعمل، وبإمكانهم أن يعيشوا مع الصفقة أو بدونها معلقين على ذلك بـ(الكرة في ملعبهم)، وكانت قد أعلنت عن شروطها المرتقبة في تلك المحادثات وأهدافها، مطالبة برفع كامل العقوبات الأمريكية التي فرضت منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق عام 2018 مع التحقق من رفع تلك العقوبات، بالإضافة إلى ضمان عدم انسحاب واشنطن مجددًا منه.

ويكفي دلالة على سعي إيران لفشل المفاوضات ما أوضحه كبير مفاوضيهم في الملف النووي (علي باقري) في تصريحات للتلفزيون الرسمي بأن طهران لن تعيد التفاوض على برنامجها النووي في (فيينا) على اعتبار أن الاتفاق بشأنه أنجز قبل خمسة أعوام، وأن المباحثات سوف تركز على تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي والعقوبات غير المشروعة التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها الأحادي.

فشل الاتفاق النووي مكسب لإيران حيث تعمل عل تعزيز وضعها النووي وهم يواصلون منع المفتشين من دخول المواقع الرئيسة على الرغم من سلسلة من الاتفاقات مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ففي تقرير للوكالة أوضح بأن مخزون إيران تجاوز مرات عدة الحد المنصوص عليه في الاتفاق مع القوى الدولية وسارعوا بتخصيب اليورانيوم بوتيرة أكبر، وهذا ما سيجعلها تسعى إلى فشل المفاوضات لتستطيع الاستفادة من تقدمها النووي للحصول على مزيد من التنازلات من الولايات المتحدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store