Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

جولة ولي العهد.. خمس دول في خمسة أيام..!

A A
انطلقت جولة سمو ولي العهد محمد بن سلمان لزيارة إخوانه قادة مجلس التعاون بدوافع ثابتة لدى قيادة المملكة العربية السعودية وشعبها على أهمية المصير الواحد بين دول المجلس منذ تأسيسه.. ومسيرة المجلس مرت بمراحل اختبارات حرجة تم تجاوزها بامتياز.. ولأهمية المنطقة إستراتيجيًا على مستوى العالم استمرت الضغوط في تصاعد وضرورة التصدي لها كان ولا زال شأنًا ملحًا يتطلب جهودًا استثنائية حتى تسير مرحلة التحولات التي تمر بها المنطقة بسلام.

المملكة العربية السعودية تمثل مركز الثقل مساحةً وسكانًا واقتصادًا وخدمة الحرمين الشريفين التي لا أحد ينازعها في ذلك.. كما أن طريقة تعاملها في إدارة الأزمات أخوية تعتمد على المنظور الشمولي بعيد المدى وليس لمصالح آنية ضيقة ومناورات وقتية تزول بزوال مسبباتها.. اختلاف وجهات النظر بين حين وآخر لم تعق المجلس في الثبات كأفضل تجمع عربي صمد منذ تأسيسه رافدًا للجامعة العربية وليس بديلًا عنها.. والممارسات تثبت ذلك.

المرحلة تتطلب المواكبة السريعة والمنطقة بدون شك في وضع يُمكنها من السير قدمًا في مشاريعها التنموية وكلما زاد التقارب والتعاون بين الدول الست تصبح فرص النجاح أسرع وأكثر شمولية والزيارات المتبادلة تدعم الثقة وتعمق العلاقات وتلمس الاحتياجات المطلوبة للتكامل.. رؤية العالم لمنطقة الخليج العربي تتمثل في أهميتها كمصدر رئيس للطاقة والمواصلات الدولية والاقتصاد والسلام العالمي ومن هذا المنطلق يُشكل الأمن هاجس دولي لا يمكن تجاهله.. وهنا لابد من الاعتراف بأنه لا يمكن أن تعيش دولة أو عدد من الدول بمفردها ولذلك تصبح التحالفات ضرورة والخيارات محدودة ومراكز صناعة القرار تعي ذلك.. خيار الاعتمادية الفردية مقيدة بالتعامل خارج إطار حدودها الجغرافية وفوق طاقاتها البشرية والاقتصادية وهذا المفهوم الذي بُنيت عليه أهمية نظرية التكتلات الإقليمية والعولمة في عالم أصبح مترابط بشبكات اتصالات وطرق برية وبحرية وجوية تم تنظيمها وإدارتها بموجب معاهدات ومواثيق دولية.. وكذلك آليات الاقتصاد وضمان مصادر الطاقة وتبادل العملات وحمايتها من التزوير وغسيل الأموال.. ظروف ومتطلبات التنمية بعد انبثاق البترول ووجود السيولة النقدية فرضت ضرورة الاستعانة بعمالة وافدة من عدة دول ومع تزايد الحاجة وتسارع وتيرة التنمية في التعليم والصحة والبنية التحتية زادت الأعداد حتى أصبحت كتلة حرجة ومطلب التوازن السكاني ملح للحفاظ على الخصوصية والهوية وإعطاء الأولوية في التوظيف لأبناء وبنات المنطقة.

المرحة الحالية تركز على السياحة والمشاريع النوعية وتمكين المرأة برغم ما تعرض له الاقتصاد من تراجع بسبب جائحة كورونا خلال العامين الماضيين ولازالت تداعياتها مستمرة.

الدور القيادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية يتجسد بجلاء في زيارة ولي العهد محمد بن سلمان والحفاوة التي قوبل بها في كل الدول الخمس بداية بعمان إلى المحطة الأخيرة في دولة الكويت تعزز الثقة وتمهد للاجتماع القادم لمجلس التعاون الخليجي في دورته القادمة المتوقع لها نجاح استثنائي بإذن الله تعالى.

القيادات الخليجية الشابة المتقاربة في الخبرات وشغف الحياة هي من سيقود مرحلة التطور والنماء بإيقاع العصر ومسؤولية الواقع السياسي والمجتمعي.. ترسم خارطة الطريق وتمهد لمرحلة استثنائية في ظروف وتحديات استثنائية.. سبل النجاح متوفرة عندما توجد الثقة والقناعة التامة بأن المصير واحد.. والنجاح هدف مشترك.. وشعوب المنطقة مع القيادات بالولاء والتفاني في صناعة التغيير المستحق إلى الأفضل.. ويبقى هاجس الأمن في مقدمة الأولويات لأنه الضامن الأساسي للاستقرار والرخاء في المنطقة.

وآخر القول إن محمد بن سلمان وإخوانه قادة مجلس التعاون الخليجي يرسمون صورة المستقبل برؤى مشتركة قوامها التعاون ووحدة المصير والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store