Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

محمد بن سلمان.. يسبق القمة الخليجية

A A
اليوم الثلاثاء 14 ديسمبر القمة الخليجية الـ42 لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي تُعقد في الرياض، وقبل انعقاد القمة بعدة أيام، قام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- بجولة لخمس دول خليجية، بدأها من سلطنة عمان وانتهت بالكويت، هذه الجولة الخليجية التي تسبق القمة هي محور مقالنا لهذا الأسبوع. فالسعودية هي الشقيقة الكبرى لدول مجلس التعاون باستقرارها السياسي والأمني، ومتانة اقتصادها، وثقلها العربي والإقليمي والدولي، فالمملكة هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تربطها حدود برية مع سلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ومملكة البحرين «عبر جسر الملك فهد»، والكويت، وكذلك «العراق» التي نأمل أن تتحرر من العبث الإيراني، لتنخرط ضمن المجموعة العربية في المنطقة، ويكون هناك أكبر تكتل اقتصادي وسياسي وعسكري في منطقتنا العربية، حيث إن السعودية لديها حدود مع الشقيقة العراق تمتد لـ814 كيلو.

محمد بن سلمان استبق القمة الخليجية بعدة أيام لكي يُمهِّد الأرضية، ويُهيئ الأجواء لقمة خليجية ناجحة ومغايرة لبقية القمم الأربعين الخليجية السابقة، إذا وضعنا في الاعتبار أن «قمة العلا41» كانت قمة المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ودولة قطر، رجعت من خلالها المياه إلى مجاريها، وعادت اللحمة الخليجية أكثر قوة مما مضى، هذه الجولة التي قام بها محمد بن سلمان يُطلق عليها جولة «التضامن الخليجي»، و»توحيد الصف الخليجي»، وتوحيد «القرار الخليجي»، لتُصبح دول الخليج الست أكثر قوة في مواجهة التحديات، والتي تمر بها منطقتنا الخليجية بشكلٍ خاص، وعالمنا العربي بشكلٍ عام محمد بن سلمان بهذه الجولة لسان حاله يقول وفق المثل الإنجليزي: «زيارة واحدة تغني عن ألف رسالة»، وهي بالفعل كذلك فمحمد بن سلمان ولي عهد محنَّك وقائد مبدع وذكي بكل المقاييس، يَخطُّ ويرسم طرقاً ناجحة في تعامله مع القمة الخليجية، وهي توحيد الرؤى حول ملفات ساخنة في منطقتنا الخليجية، وبخاصة الملف النووي الإيراني، وانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، ومحاولة عبثه في أمننا الخليجي والعربي.. وغيرها من الملفات، والتي تَعطَّل تنفيذها في القمم الـ41 السابقة، والتي نأمل أن ترى النور في هذه القمة الخليجية الـ42، وهي الانتقال من مجلس تعاون خليجي إلى اتحاد خليجي يستعمل عملة موحدة، واتحاد جمركي موحد، وسياسة خارجية موحدة، على غرار الاتحاد الأوروبي، وحلف خليجي عسكري موحد، وتنسيق متكامل بين وزارات الداخلية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، فالسعودية العظمى تمتلك قواعد عسكرية في معظم مناطق المملكة على أرقى المستويات العسكرية، وبالإمكان الاستفادة منها لتكون مقراً لهذا الحلف العسكري، لحماية أمن الخليج من قِبَل أبنائه، دون الاستعانة بأية قوات عسكرية أجنبية، فالشاعر يقول:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً

وإذا افترقن تكسرت آحادا

ويقول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً)، فالاتحاد قوة والتفرُّق ضعف واستسلام لمن يريد إلحاق الأذى بدولنا الخليجية والعربية.

نعود للجولة الخليجية الناجحة، التي قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل انعقاد القمة، في خطوة غير مسبوقة، من أجل إنجاح هذا التجمُّع الخليجي، الذي يواجه تحديات جمَّة لا يمكن التعامل معها إلا بتكاتف دول الخليج العربي، حتى لا تتفرَّد بها قوى أجنبية أو دولاً استعمارية، أو أنظمة مارقة، أو جماعات إرهابية، يكون هدفها إفشال هذا التكتل الخليجي، وأفضل طريقة لتوحيد السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي؛ من خلال التكتل الاقتصادي والسوق الخليجية المشتركة، على غرار «السوق الأوروبية المشتركة»، والتي أدى تكتلها الاقتصادي إلى ميلاد «الاتحاد الأوروبي»

ولذلك نتمنى أن يكون لدينا تكتل اقتصادي، فالاقتصاد هو «المصالح»، التي تجمع ولا تُفرِّق.. ونتمنى نجاح قمتنا الخليجية من أجل تحقيق الرفاهية والتقدّم لدول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store