Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيلة زين العابدين حماد

خطر المليشيات المسلحة على أمن وسيادة الدول المتواجدة فيها!

A A
لقد بدأ الخميني بتنفيذ مخططه، بإعادة قيام الإِمْبِراطوريَّةُ الصَّفْويَّةُ (1501-1736م)، منذ أن وطأت قدماه أرض طهران بعد عودته من منفاه في فرنسا إثر سقوط حكم شاه إيران رضا بهلوي 1979م، واعتلائه حكم إيران بتخطيط واتفاق بينه وبين إدارة كارتر؛ إذ توجد رسالة للخميني ضمن وثائق أمريكية تدل على حوار أمريكي مع الخميني، تكشف أنّه بعد مغادرة الشاه أخبرت واشنطن مبعوث الخميني أنّ «الولايات المتحدة مع فكرة تغيير الدستور الإيراني، وإلغاء النظام الملكي».. (العربية نت)، فأسّس ذراعًا رئيسيًا تحت اسم فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو مسؤول عن العمليات الإرهابية الخارجية، وله الدور الرئيسي في إنشاء الأذرع الخارجية لإيران، والمكونة من مليشيات محلية في عدد من دول المنطقة ترتكز على الطائفية المذهبية الشيعية كنقطة ارتكاز لكل تحركاتها من أجل حشد أقلياتها لتنفيذ المشروع الإيراني في الإقليم.

وبُدِأ بلبنان، بزرع مليشيا حزب الله المسلحة من شيعة لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي لها 1982م بدعوى مقاومته، وأصبح يسيطر على القرار السياسي والحربي في لبنان، وعمل على عزلها عن أشقائها العرب، فأصبح دولة داخل دولة، ووصل بها إلى انهيار اقتصادي مريع. مع امتداد القتال والعمليات الإرهابية لهذا الحزب إلى العراق التي أسس بها فرعًا له، وسوريا واليمن، وله أذرع أخرى في بعض البلاد العربية المجاورة، وفي أوروبا وإفريقيا وأستراليا وأمريكا اللاتينية. وقد صنّفته الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة ودول عدة كمنظمة إرهابية، وحظر الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا والمملكة المتحدة وأستراليا الجناح العسكري لحزب الله بوصفه منظمة إرهابية.

ومنذ اندلاع ما سُمِّيت بثورات الربيع العربي 2011م تدخَّلت إيران في حرب سوريا مع القوى الدولية المتدخلة (تركيا وروسيا وأمريكا)، وانتشر فيها أكثر من (68 مليشيا مسلحة)، وأعلنت إيران أنّ الجيش السوري أحد جيوشها في المنطقة إلى جانب حزب الله في لبنان، ومليشيا الحوثي في اليمن، الذي انقلب على الحكومة الشرعية 2014م، ويسعى إلى إسقاطها بهدف السيطرة على عموم اليمن، كما يستهدف السعودية بتوجيهات من إيران.

وكذلك مليشياتها المسلحة في العراق التي منها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق التي لها تواجد في سوريا، و«سرايا طليعة الخرساني» وهو فصيل عراقي مسلح، يرتبط بإيران، وله نفس شعار الحرس الثوري الإيراني. ويُقدَّر عدد هذه المليشيات بأكثر من 7 آلاف، وتعتبر حاليًا جزءًا من تشكيلات الحشد الشعبي إضافة إلى التعاون مع مليشيات أخرى هي «كتائب الإمام علي»، وكل هذه المليشيات تغتال وتختطف المعارضين للنفوذ الإيراني وتدخُّله في العراق، وتحرق المستشفيات وتطلق المسيّرات والصواريخ الباليستية في المنطقة الخضراء، وبعد خسارتها في انتخابات العراق المبكرة في 10/10/2021م، وفشل محاولاتها في اغتيال رئيس الحكومة «مصطفى الكاظمي»، وفشل تعطيلها للعملية الانتخابية بإعادة فرز الأصوات يدويًا؛ إذ ثبت تطابقها مع العد الآلي، الآن تُطالب بإلغائها بالطعن في صحتها، وقد مضى أكثر من شهرين على الانتخابات ولم تستطع المفوضية للانتخابات المصادقة على نتائجها.

أمّا ليبيا فيرى المحلل السياسي الليبي عثمان بركة أنّ وجود المليشيات هو نتيجة لواقع رسمه وجسَّده تنظيم الإخوان بعد 2011م، وذلك بتكليف وكلاء هذه المحاور، وتعمل مليشيات مدينة الزاوية بقيادة محمد باحرون المعروف بـ«الفار» أحد حلفاء تركيا، والإخواني خالد المشري رئيس ما يُسمَّى مجلس الدولة، ومليشيا ما يُسمَّى «الكابوات» بقيادة «روبي» بطريق مصفاة الزاوية وجزيرة الركينة غرب ليبيا، وأكّد خبراء ليبيون أنّ المليشيات التابعة لتنظيم الإخوان غرب ليبيا تعمل على نشر الفوضى، كما حذّروا من خطورة تحركاتها على الانتخابات المقبلة في حال عقدها في موعدها، لأنّها ستكون يد تنظيم الإخوان لنشر الفوضى في حال خسارتها.وكذلك مليشيا مصراتة، فهي ثالث أكبر المليشيات في مصراتة، وتدين بالولاء لعائلة باشاغا، وكان عبدالهادي باشاغا آمرها إلى أن قُتل 2011م، وهو شقيق فتحي باشاغا أحد المرشحين بالانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر2021م.

علاوة على (وجود مليشيات متشددة لا تعترف بالدولة ولها فهمها الخاص للدولة).. هذا وقد بلغ عدد المليشيات في ليبيا أكثر من 300 مليشيا.

إنّ هذه المليشيات المنتشرة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا لم يكن لها وجود، والتي أوجدتها قوى إقليمية متمثلة في إيران وتركيا والإخوان المدعمة من قوى كبرى، وأرادت فرضها على البلاد العربية من خلال ما سُمِّي بالربيع العربي الذي خطّطت له ونفّذته لإشاعة الفوضى وخلخلة الأمن، ومصير الانتخابات الليبية مهدَّد بقوة السلاح من المليشيات التابعة لتركيا والإخوان، حتى إنَّ المفوضية للانتخابات لم تجرؤ على إعلان القائمة النهائية لأسماء المرشحين في موعده «السادس من ديسمبر»، ومن المؤسف أنَّ بعض المرشحين للرئاسة لديهم مليشيات مسلحة!. * إلى متى ستظل تلك المليشيات في هذه البلدان؟.. أما آن الأوان لحلِّها ونزع السلاح منها؛ ليعم الأمن والأمان في تلك الدول، وتُعاد إليها سيادتها المسلوبة منها؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store