Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

تاريخية جدة.. قوافل الحكايات

A A
في هذه المدينة التاريخية، تعود الذاكرة بنا إلى قوافل الحكايات والروايات التي نسجت تفاصيلها البعيدة، لترسم لوحة فنية اجتماعية من المنظومة الحياتية.. جدة العتيقة وهواؤها المعجون بالتراث، وأبناؤها الذين كانوا يلعبون بين أزقتها المتعرجة، يكتبون فوق جدرانها عبارات تُؤرِّخ ذكرياتهم الطفولية، وكأنهم يُخاطبون الحنين البعيد في صورة قصة حب للتاريخ الذي يتذكَّرونه الآن، لمن عاشوا تلك الفترة الزمنية، عاشت هذه المنطقة التاريخية الفترة الماضية فعاليات ومهرجانات ذات بعد استثنائي، ووجهة سياحية مميزة وجذابة، وهذا كله ضمن برامج (روح السعودية)، وكانت البداية مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي استقطب الزوار..

ويعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أول مهرجان سينمائي دولي في المملكة العربية السعودية، وهو مبادرة غير ربحية أطلقتها وزارة الثقافة؛ بغرض دعم قطاع الأفلام في المملكة، وإثراء المحتوى السينمائي المحلي، ويستهدف كافة الأعمال العربية الجديدة، وهو مهرجان سنوي عُقدت دورته الأولى خلال الفترة من 12 حتى 21 مارس عام ٢٠٢٠، ومقره الدائم في منطقة جدة التاريخية، أحد المواقع التراثية المسجلة في قائمة التراث العالمي، ويلتحق بالمهرجان معمل البحر الأحمر للأفلام، الذي يُعد حاضنة لمشاريع الأفلام، وهو معمل تطويري فعال طوال العام؛ لتطوير الإنتاج المحلي السينمائي وفق معايير السينما العالمية..

وحقيقةً عرض المهرجان العديد من الأفلام الكبيرة بإنتاجها، سواء العربية أو العالمية، وحضرت أسماء مخرجين لهم بصمات في مجال العمل السينمائي والعروض السينمائية، وكذلك كان هناك مهرجان «فيست» للطعام السعودي، بهدف تقديم تجارب تعليمية لجميع الفئات، وإعطاء دلالة حضارية لفنون الطهي السعودي في مختلف المناطق.. نعم إنها جدة التاريخية، وكانت هذه كلها لإبراز أهمية المنطقة تاريخياً وثقافياً، والمساهمة في المحافظة عليها، ونقل الصورة الأصيلة التي كان يعيشها الآباء والأجداد، والاهتمام بتعزيز الموروث الثقافي، والتعريف بالقيمة التاريخية والتحفيز على الاهتمام بالمنطقة وإعادة إحيائها، وبكل شفافية كان (روح السعودية) الذي أعطى هذا الزخم في السياحة، وبدون شك تُعدُّ السياحة أحد القطاعات ذات النمو السريع في السعودية، وأحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030، إذ عملت السعودية على تنفيذ عمليات تطوير شاملة لمنظومة القطاع السياحي، شملت عدداً من المشاريع الكبرى، وتحديث وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، واستحدثت السعودية، للمرة الأولى في تاريخها، تأشيرة سياحية تتيح لجميع الفئات من دول العالم القدوم إليها على مدار العام، وفق تنظيمات جديدة تضمَّنت إمكانية الحصول على التأشيرة إلكترونياً، أو عند الوصول لأحد منافذ الدخول.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store